والمتعيشين برفع الدعاء الى الله تعالى بدوام أيامه ، ونصرة أعلامه ، والله سبحانه وليّ الإجابة بمنة وفضلة.
وقد كان مجاهد الدين بزان قد أطلق يوم الفتح من الإعتقال ، وأعيد الى داره ، ووصل الرئيس مؤيد الدين المسيب الى دمشق مع ولده النائب عنه في صرخد الى داره ، معولا على لزومها ، وترك التعرض لشيء من التصرفات والأعمال ، فبدا منه من الأسباب المعربة عن إضمار الفساد ، والعدول عن مناهج السداد والرشاد ، ما كان داعيا الى فساد النية فيه ، وكان في احدى رجليه فتح قد طال به ونسر ، ثم لحقه معه مرض وانطلاق متدارك أفرط عليه ، وأسقط قوته مع فهاق متصل ، وقلاع في فيه زائد ، فقضى نحبه في الليلة التي صبيحتها يوم الأربعاء الرابع من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين ودفن في داره ، واستبشر الناس بمهلكه ، والراحة منه ، ومن سوء أفعاله ، بحيث لو عدت مخازيه مع جنونه واختلاله ، لطال بها الشرح ، وعجز عنها الوصف.
وفي أواخر المحرم من السنة ، ورد الخبر من ناحية ماردين ، بوفاة صاحبها الأمير حسام الدين بن ايل غازي بن أرتق ، رحمهالله ، في أول المحرم ، وكان مع شرف قدره في التركمان ، ذكيا محبا لأهل العلم والأدب ، مميزا عن أمثاله بالفضيلة.
وفي شهر ربيع الأول من السنة وردت الأخبار من ناحية مصر ، بأن الإمام الظافر بالله أمير المؤمنين (١٧٨ و) صاحبها ، كان ركن الى أخويه يوسف وجبريل ، والى ابن عمهم صالح بن حسن ، وأنس بهم في أوقات مسراته ، فعملوا عليه ، واغتالوه وقتلوه ، واخفوا أمره في يوم الخميس انسلاخ صفر سنة تسع وأربعين وحضر الإمام ، العادل عباس الوزير ، وولده ناصر الدين ، وجماعة من الأمراء والمقدمين للسلام على الرسم ، فقيل لهم : إن أمير المؤمنين ملتاث الجسم ، فطلبوا الدخول عليه لعيادته فاحتج عليهم ، فلم يقبلوا ، وألحوا في الطلب ، فظهر الأمر وانكشف ، واقتضت الحال