إليهم ، وتقدم بجمع الرؤوس وأنفذ جثة صالح إلى صيدا لتصلب على بابها ، وأوصل رأسه إلى الحضرة ، وخلع على الواصلين به ، وأعيدوا ومعهم الخلع ، وزيادة الألقاب للامير المنجب ، وقرىء سجله عليه ، وصار يكاتب ويخاطب بالأمير المظفر سيف الإمام ، وعدة الخلافة ، مصطفى الملك ، منتجب الدولة.
وقال فيه الأمير أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس من قصيدة امتدحه بها :
فكم ليلة نام عني الرقيب |
|
ونبّهني القمر المرتقب |
جمعت بها بين ماء الغمام |
|
وماء الرضاب وماء العنب |
كجود المظفّر سيف الامام |
|
وعدته المصطفى المنتجب (١) |
ولما توجه عقيب ذلك إلى حلب ، ونزل عليها ظفر بشبل الدولة نصر بن صالح (٢) ، وكان قد انهزم ولحقه رجل فرماه بخشت في كتفه فأنفذه ، ووقع عن فرسه ، ومرّ به أحد الأتراك فقطع رأسه وسلمه إلى رافع ، وأنفذ من يسلم جثته إلى حماة ، فصلبت على الحصن وأمر أمير الجيوش بعد ذاك بإنفاذ ثياب وطيب وتكفين الجثة في تابوت ، ودفنها في المسجد ، وبقيت فيه إلى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ونقلها مقلد بن كامل (٣) لمّا ملك حماة إلى قلعة حلب ، وأنفذ الرأس والتركي والبدوي مع الشريف الزيدي الى الحضرة ، في نصف شعبان سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، وعاد أمير الجيوش إلى دمشق ،
__________________
(١) ديوانه : ١ / ٦٦ مع بعض الخلاف.
(٢) حدثت المعركة بين نصر بن صالح والدزبري على مقربة من حماة سنة ٤٢٨ ه / ١٠٣٨ م. انظر امارة حلب : ١٢٣ ـ ١٢٥.
(٣) من أولاد عم نصر بن صالح شغل أكثر من وظيفة هامة أيام الدولة المرداسية. انظر امارة حلب : ١١٠ ، ١١٢ ، ١٣٢ ، ١٤٤.