ثمّ رجع ابن شاهويه إلى عضد الدولة (وكان أبو القاسم جالسا عنده آنذاك) فقال له عضد الدولة : وما ذا قال لك الخرنباوي؟
فقال له أبو بكر بن شاهويه ، كلّ ما قاله الخرنباوي ، وكان وجه أبي القاسم يتغير ألوانا عند كلّ كلمة يقولها ابن شاهويه.
ثمّ قال عضد الدولة لأبي القاسم : (لا جزاك الله خيرا ، الآن علمت أنّك لا تعتمد على حالة ترضي الله تعالى ، ولا تتبنى مكرمة ، ولا تحفظ مروءة ، ولا تحرس أمانة ، ولا يخرج فكرك عنك ، وتجعلني بابا من أبواب معاشك ، وجهة من جهات أرباحك ، تبعد من ينفعني ، وتقرب من ينفعك ، فخدمتك معروفة ، وشرهك في جميع أموالك ، وأذاك لمن يقصد أبوابنا ، ولكلّ أجل كتاب ، ثمّ أمر بسجنه (١).
١٠١ ـ الأمير جكفل :
وهو أحد القادة الأتراك الذين أقطعت (٢) لهم ولاية الكوفة سنة (٣٦٧) (٣) للهجرة وكان أميرا للحجاج أيضا.
لم أعثر على ترجمة وافية للأمير جكفل في المصادر المتاحة ، عسى أن نوفق إلى ذلك مستقبلا إن شاء الله.
__________________
(١) القاضي التنوخي ـ نشوار المحاضرة. ج ٥ / ٨٨.
(٢) المقطع : هو نظام إداري عسكري ، استحدثت هذه الوظيفة بعد أن عجزت الدولة العباسيّة في عصورها المتأخرة عن دفع رواتب القادة العسكريين بسبب تدهور وضعها المالي فكانت ولاية الكوفة تقطع لبعض الأشخاص الذين هم من القادة العسكريين ، على أن يحمي هؤلاء الولاية وحفظ الأمن فيها ، ويدفعوا مبلغا من المال إلى خزانة الدولة ، وأن يقدموا المساعدات العسكرية من ولايتهم للدولة في أوقات الحروب.
(٣) معن صالح مهديّ الخفاجي ـ الكوفة في العصر العباسي. ص ٥١.