وما عساك أن تقول فينا؟ بعد أن قلت لأبي دلف (١) :
إنّما الدنيا أبو دلف |
|
بين مغزاه ومحتضره |
فقال له العكوك : أصلح الله الأمير ، قد قلت فيك ما هو أحسن من هذا ، فقال (٢):
إنّما الدنيا حميد |
|
وأياديه الجسام |
فإذا ولّى حميد |
|
فعلى الدنيا السلام |
وقال العكوك يمدح حميد أيضا :
دجلة تسقي وأبو (٣) غانم |
|
يطعم من تسقي من الناس |
والناس جسم وإمام (٤) الهدى |
|
رأس وأنت العين والراس (٥) |
وقال العكوك لحميد بن عبد الحميد : إنّي مدحت المأمون بشعر لم أمدح مثله قط فاذكرني عند المأمون ، فذهب حميد إلى المأمون ، وقال له ما قال العكوك ، فقال له المأمون : لقد قال العكوك في أبي دلف ، وقال فيك أيضا ، فإذا كان ما قاله فيّ أحسن مما قاله فيكما كافأناه ، وإن كان أقلّ عاقبناه. فذهب حميد إلى العكوك ، وأخبره بما قال المأمون ، فسكت العكوك.
وقيل إنّ العكوك قد قال في مدح حميد (٦) :
لو لا حميد لم يكن |
|
حسب يعدو ولا نسب |
يا واحد العرب الّذي |
|
عزّت بعزته العرب |
وقال أبو جعفر المنصور يوما لقادته : (صدق من قال : جوّع كلبك
__________________
(١) حسن سعيد الكرمي ـ قول على قول. ج ٤ / ٢٥٦.
(٢) الترمانيني ـ أحداث التاريخ الإسلامي. ج ٥ / ١٢٣ وحسن سعيد الكرمي ـ قول على قول. ج ٤ / ٢٥٦.
(٣) أبو غانم : كنية حميد.
(٤) إمام الهدى : الخليفة المأمون.
(٥) الماوردي ـ نصيحة الملوك. ص ٧٧.
(٦) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٦٥٦.