غسان : (من عظمت مؤونته على نفسه ، قلّ نفعه على غيره) (١). وقيل إنّ إبراهيم بن المهدي قد ولّاه إمارة الكوفة سنة (٢٠٢) للهجرة ، وذلك بعد ما قتل أبا عبد الله (أخا أبي السرايا) وأرسل برأسه إلى إبراهيم بن المهدي (٢).
وعند ما كان غسان بن عباد أميرا على خراسان من قبل المأمون ، كتب أحمد بن خالد الأحول (كاتب المأمون) كتابا على لسان غسان يطلب فيه إعفائه عن إمارة خراسان ، ولمّا قرأ المأمون الكتاب تعجّب من ذلك وقال : (والله ما أعرف في المملكة إلّا خراسان وما أدري ما حمل هذا الجاهل على الاستعفاء إلّا أن يكون ما رأى نفسه لها أهلا). فقال له أحمد ابن أبي خالد : أرى أن تولّي طاهر بن الحسين مكانه ، فولّاه خراسان في أوائل سنة (٢٠٦) للهجرة (٣).
ولمّا عاد غسان من خراسان ، لم يسمح له المأمون بمقابلته لمدة ثلاثة أشهر ، مما اضطر إلى الاستعانة بالحسن بن سهل ليسمح له بمقابلة المأمون ، ولمّا دخل عليه قال له : (يا أمير المؤمنين ، جعلني الله فداك ، ما ذنبي حتّى تعزلني عن خراسان)؟! فقال له المأمون : أنت طلبت ذلك ، فحلف له غسان بأنّه لم يكتب له بذلك ، ثمّ تبيّن بأنّ أحمد بن أبي خالد هو الّذي كتب ذلك (٤).
وذكر أنّ المأمون قد استخلفه على خراسان عند ما رجع إلى العراق (٥).
مات غسان بن أبي الفرج سنة (٢١٦) للهجرة (٦).
__________________
(١) التوحيدي ـ البصائر والذخائر. ج ٦ / ٦٩ وج ٩ / ١٧٨.
(٢) الذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ١٤ / ٨.
(٣) تاريخ اليعقوبي. ج ٣ / ١٩٦.
(٤) نفس المصدر السابق.
(٥) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٢٧٩.
(٦) نفس المصدر اعلاه.