مائة ألف درهم ، فأخذ عبد الله المائة ألف وأعطاها للّذي بشّره. (١)
ولمّا رآى أهل الكوفة ضعف عبد الله بن عمر بن عبد العزيز (أمير الكوفة) اجتمعوا في الجامع ، وجاءوا بعبد الله بن معاوية ، وأدخلوه في دار الإمارة وطردوا عاصم بن عمر بن عبد العزيز (خليفة عبد الله بن عمر) بالكوفة ، فلحق بأخيه عبد الله في (الحيرة) ، ثمّ جاء الكوفيون فبايعوا عبد الله بن معاوية ، منهم : ابن الغضبان القبعثري ، ومنصور بن جمهور ، وإسماعيل ابن عبد الله القسريّ ، وبقي عبد الله بن معاوية في الكوفة أياما والناس تبايعه ، ثمّ بايعته المدائن وفم الفيل.
وقيل إنّ عبد الله بن معاوية ، دعا الناس إلى مبايعته على الرضا من آل محمّد وذلك عند ما بويع ليزيد بن الوليد بالخلافة ، فقال له أهل الكوفة : (ما فينا بقية فقد قتل جمهورنا مع أهل هذا البيت) ، وأشاروا عليه بالذهاب إلى فارس ونواحي المشرق. (٢)
وكان عبد الله بن معاوية من فتيان هاشم ، ومن الموصوفين بالكرم والشجاعة ، وكان يعدّ أيضا من شعرائهم وخطبائهم ، وكان عالما ناسكا وله ديوان شعر.
ثم ذهب عبد الله بن معاوية بجيشه إلى (الحيرة) لمحاربة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، وقبل أن يبدأ القتال بين الطرفين ، تمكّن عبد الله بن عمر من إقناع ابن خمرة (٣) الخزاعي (أحد قادة جيش ابن معاوية) بأن يهرب من المعركة لكي تهرب بقية جيوش ابن معاوية (وذلك بعد أن أغراه
__________________
(١) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٢ / ٢٢٣.
(٢) المصدر السابق. ج ١٢ / ٢٢٨.
(٣) ابن خمرة : وقيل ابن حمزة.