و «الفحوى» الذي تعني به معنى الكلام يمدّ ويقصر. و «فيضوضاء» بمعنى مختلط يمدّ ويقصر. و «السيماء» بمعنى العلامة يمدّ ويقصر. وأما «البكاء» ، فقد تقدم أنّ من قصره أراد به خلاف المعنى الذي يريد به إذا مده ، وكذلك «الزنا» إذا أردت به المصدر من «زنى» كان مقصورا ، ويكون واقعا على فعل الواحد ، وإن أريد به مصدر «زانى» فهو ممدود ، ويقع على فعل الاثنين.
وأمّا «السرى» فيمدّ ويقصر بمعنى واحد (١) ، وأنكر الأصمعي مدّه بين يدي الرشيد ، وخالف في ذلك اليزيدي. واستدل على مده بالمثل السائر : «لا تنظر إلى الحرّة عام هدائها ولا إلى الأمة عام سرائها» (٢).
ومما بقي مما يمدّ ولا يجوز فيه القصر ، ويقصر ولا يجوز فيه المد ، فقد ذكر أبو
__________________
اللغة : انشقت العصا : تفرق القوم. الهيجاء : الحرب الطاحنة الشرسة.
المعنى : إذا نشبت الحرب ، وتفرقت الجماعات ، فيكفيك أن تصحب السيف الضحاك بيمناك.
الإعراب : إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب متضمّن معنى الشرط. كانت : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و «التاء» : للتأنيث ، وحركت بالسكون منعا لالتقاء الساكنين. الهيجاء : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وانشقت : «الواو» : عاطفة ، «انشقت» : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة ، و «التاء» : للتأنيث ، وحركت بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. العصا : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. فحسبك : «الفاء» : رابطة لجواب الشرط و «حسبك» : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف ، و «الكاف» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والضحاك : «الواو» : عاطفة ، «الضحاك» : مفعول به منصوب لفعل محذوف. سيف : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. مهند : صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة.
وجملة «إذ كانت الهيجاء فحسبك ...» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «كانت الهيجاء» : في محل جر بالإضافة. وجملة «وانشقت العصا» : معطوفة في محل جر بالإضافة. وجملة «فحسبك سيف» : جواب شرط غير جازم لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «الهيجاء» حيث مدّ الاسم هنا.
(١) هو مصدر تسرّى ، وتسرّى الجارية : اتخذها سريّة.
(٢) المثل برواية : «لا تحمدنّ أمة (أو : لا تحمد أمة) عام (أو : حال) شرائها (أو : اشترائها) ، ولا حرّة عام بنائها (أو : هدائها) في العقد الفريد ٣ / ٨٦ ؛ والفاخر ص ٢٦٥ ؛ وفصل المقال ص ٧٧ ؛ وكتاب الأمثال ص ٦٧ ؛ والمستقصى ٢ / ٢٥٤ ؛ ومجمع الأمثال ٢ / ٢١٣ ؛ والوسيط في الأمثال ص ٢٠١.
يضرب في النهي عن مدح الشيء قبل اختباره.