وما بقي من المقصور والممدود فلا يدرك إلّا أن النحويين ذكروا منه ما يكثر دوره في الكلام ، وهو ينقسم ثلاثة أقسام.
قسم لا يجوز فيه إلّا المد أو القصر ، وقسم يمدّ ويقصر بمعنيين ، وقسم يمد ويقصر بمعنى.
فالذي يمدّ ويقصر بمعنيين : «الفتى» ، إذا أردت به واحد الفتيان كان مقصورا ، وإن أردت به معنى الفتوّة كان ممدودا.
و «السنا» مقصور إذا أردت به الضوء أو النبات المعلوم ، وإن أردت به الشرف فهو ممدود.
و «الحيا» إذا أردت به المطر ، فهو مقصور ، وإن أردت به فرج الناقة أو الاستحياء ، كان ممدودا.
و «النسا» إذا أردت به العرق الذي يكون في الفخذ ويجري إلى الساق ، كان مقصورا ، وإذا أردت به التأخير ، كان ممدودا. قال عليهالسلام : «من سرّه النساء في الأجل والسعة في الرزق فليصل رحمه».
و «اللّوى» إذا أردت به الرمل كان مقصورا ، وإن أردت به الراية كان ممدودا ، وعليه قوله [من الطويل] :
فجاءت به سبط العظام كأنّما |
|
عمامته بين الرجال لواء (١) |
والذي يمدّ ويقصر بمعنى : «الحمى» المكان المحمى يمدّ ويقصر ، و «الهيجاء» : الحرب تمدّ وتقصر ، قال الشاعر [من الطويل] :
أخاك أخاك إنّ من لا أخا له |
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح (٢) |
فقصر. وقال الآخر [من الطويل] :
٦٨٤ ـإذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا |
|
فحسبك والضحّاك سيف مهنّد |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٢٢٥.
(٢) تقدم بالرقم ١٦٥.
٦٨٤ ـ التخريج : البيت لجرير في ذيل الأمالي ص ١٤٠ ؛ وليس في ديوانه ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٧ / ٥٨١ ؛ وسمط اللآلي ص ٨٩٩ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٢٢٤ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٧٤ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٠٠ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٠٧ ، ٦٦٧ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٥١ ؛ ولسان العرب ١ / ٣١٢ (حسب) ، ٢ / ٣٩٥ (هيج) ، ١٥ / ٦٦ (عصا) ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٨٤.