[٧ ـ حكم المعدود مع العقود] :
فإذا انتهت إلى العشرين استوى المذكّر والمؤنّث في لفظ «العشرين» ، فتقول للمذكّر والمؤنث : عشرون ، وكذلك سائر أسماء العقود كلّها. ويكون التمييز منصوبا إلّا في المائة والألف ، وسنذكر حكم تمييزها إن شاء الله تعالى.
والنيّف على العشرين حكمه حكم ما كان عليه في حال إفراده ، ويكون تمييزه بعد عطف النيّف عليه منصوبا.
وأمّا المائة والألف فيكون تمييزها مخفوضا مفردا ، وإنّما كان مفردا لأنّه عقد من العقود وتمييز العقود مفرد ، وكان مخفوضا لأنّهما أشبها «عشرة» في أنّهما عقد كما أنّها عقد ، و «عشرة» أيضا تعشير الآحاد كما أنّ «مائة» تعشير العشرات ، و «ألف» تعشير المئين. فلذلك كان مخفوضا.
وحكم تثنيتهما كحكمهما في الإفراد والتمييز وخفضه ، فتقول : «مائتا رجل وألفا ثوب». ولا يجوز إثبات النون ونصب التمييز إلّا ضرورة كقوله [من الوافر] :
٤٨٠ ـ إذا عاش الفتى مائتين عاما |
|
فقد ذهب المسرّة والفتاء |
__________________
على فتحة مقدرة على الألف للتعذر. ثلاثون : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، و «النون» : عوض عن التنوين في الاسم المفرد. للهجر : جار ومجرور متعلقان بالفعل (مضى). حولا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة. كميلا : صفة منصوبة بفتحة ظاهرة.
وجملة «على أنني» : ابتدائية لا محلّ لها. والمصدر المؤول من «أن» ومعموليها في محل جر بحرف الجر (على).
والشاهد فيه قوله : «مضى ثلاثون للهجر حولا كميلا» فقد فصل بين العدد «ثلاثون» وتمييزه «حولا» للضرورة الشعرية كما هو واضح.
٤٨٠ ـ التخريج : البيت للربيع بن ضبع في أمالي المرتضى ١ / ٢٥٤ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٨١ ، ٣٨٥ ؛ والدرر ٤ / ٤١ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٧٣ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٢٥ ؛ والكتاب ١ / ٢٠٨ ، ٢ / ١٦٢ ؛ ولسان العرب ١٥ / ١٤٥ (فتا) ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨١ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٣٥ ؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٢٩٩ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٣٢ ؛ وشرح الأشموني ٣ / ٦٢٣ ؛ وشرح المفصّل ٦ / ٢١ ؛ ومجالس ثعلب ص ٣٣٣ ؛ والمقتضب ٢ / ١٦٩ ؛ والمنقوص والممدود ص ١٧.
شرح المفردات : الفتاء : الفتوّة.
المعنى : يقول : إذا كبر الإنسان في السنّ ذهبت لذاذته وفتوّته.
الإعراب : «إذا» : ظرف زمان يتضمّن معنى الشرط متعلّق بجوابه. «عاش» : فعل ماض. «الفتى» :