ومن ذهب إلى أنّه كلّه اسم مضمر مذهب فاسد ، لأنّ الاسم المضمر لا يتغيّر بعضه بتغيّر أحوال المراد به من غيبة وتكلم وخطاب.
فالصحيح إذن أنّ «إيّا» اسم مضمر والكاف والهاء والياء من «إيّاك» و «إيّاي» و «إيّاه» حروف لاحقة تفصل ما بين المتكلم والمخاطب والغائب.
وكذلك أيضا اختلفوا في الذي هو اسم من «أنا». فمذهب البصريين أنّ الاسم الهمزة والنون والألف زائدة ، بدليل حذفها في الوصل إذا قلت : «أنّا فعلت». ومذهب أهل الكوفة أنّه كلّه اسم ، واستدلوا على صحة مذهبهم بإثبات الألف في قول حميد [من الوافر] :
أنا سيف العشيرة فاعرفوني |
|
حميدا قد تذرّيت السّناما (١) |
وذلك ضرورة لا يلتفت إليها.
وفيه لغات أفصحها : أنا ، بإثبات الألف في الوقف وحذفها في الوصل. والآخر : «آن» ، بإدخال الهمزة بين الألف والنون. والآخر : «أن» ، بغير ألف بتسكين النون. والآخر : إبدال الألف من «أنا» في الوقف هاء ، فتقول : «أنه» ، وحكي من كلامهم : «هذا فصدي أنه».
[٤ ـ الاسم في الضمائر] :
واختلف في الاسم من «هو» ، فمذهب البصريين أنّه بجملته اسم لثباته في جميع الأحوال على صورته.
ومذهب أهل الكوفة أنّ الاسم الهاء والواو زائدة ، واستدلوا على صحة مذهبهم بحذفها في قول الشاعر [من الطويل] :
٤٦٣ ـ فبيناه يشري رحله قال قائل |
|
لمن جمل رخو الهلاط نجيب |
__________________
(١) تقدم بالرقم ١٩٢.
٤٦٣ ـ التخريج : البيت للعجير السلوليّ في خزانة الأدب ٥ / ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، ٩ / ٤٧٣ ؛ والدرر ١ / ١٨٨ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٣٢ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٨٤ ؛ والكتاب ص ١٤١ ؛ ولسان العرب ٣ / ٤٣٥ (هوبد) ، ١٥ / ٤٧٦ (ها) ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١ / ١٥٠ ، ٥ / ٢٦٥ ؛ والخصائص ١ / ٦٩ ؛ ورصف المباني ص ١٦ ؛ وشرح المفصل ١ / ٦٨ ، ٣ / ٩٦.