ولا يجوز إدخال «من» على تمييزها ، فأمّا قول الشاعر [من الوافر] :
٤٣٢ ـ تخيّره فلم يعدل سواه |
|
فنعم المرء من رجل تهام |
فمن القلة بحيث لا يقاس عليه.
ولا يقع تمييزا في هذا الباب ولا في غيره من الأسماء المتوغلة في الإبهام شيء إلّا أن يخصص بالوصف.
[٧ ـ إلحاق علامة التأنيث بفاعلهما] :
وفاعلهما إذا كان اسما مذكرا لم تلحقه علامة التأنيث وإن كان مؤنثا جاز إلحاق علامة التأنيث على معنى جماعة وحذفها على معنى جمع كما تقدم ، إلا أن يكون مذكرا كنّي به عن مؤنّث ، أو مؤنثا كنّي به عن مذكّر ، فإنّك تعامل الفاعل إذ ذاك معاملة ما كنّيت به عنه ،
__________________
٤٣٢ ـ التخريج : البيت لأبي بكر بن الأسود المعروف بابن شعوب اللّيثي في الدرر ٥ / ٢١١ ؛ وشرح التصريح ١ / ٣٩٩ ، ٢ / ٩٦ ؛ وشرح المفصل ٧ / ١٣٣ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٢٢٧ ، ٤ / ١٤ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٩ / ٣٩٥ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٢٦٥ ؛ والمقرب ١ / ٦٩ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٨٦.
شرح المفردات : تخيّره : اصطفاه. يعدل : يساوي. تهام : منسوب إلى تهامة ، وهي بلاد شمال الحجاز.
المعنى : يقول راثيا هشام بن المغيرة : إنّ الموت قد اصطفاه ولم يساو بينه وبين غيره من الناس ، ولنعم هذا التهاميّ من رجل كامل الصفات.
الإعراب : «تخيّره» : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هو» ، والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول به. «فلم» : الفاء : حرف عطف ، «لم» : حرف جزم. «يعدل» : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هو». «سواه» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «فنعم» : الفاء حرف استئناف ، «نعم» : فعل ماض جامد لإنشاء المدح. «المرء» : فاعل مرفوع. «من» : حرف جرّ زائد. «رجل» : اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنّه تمييز. «تهام» : نعت «رجل» مجرور.
وجملة : «تخيّره ...» ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «لم يعدل ...» معطوفة على الجملة السابقة. وجملة : «نعم المرء ...» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «من رجل» حيث جرّ بـ «من» ما كان حقّه أن ينصب على أنّه تمييز.