باب «كم»
[١ ـ «كم» الاستفهامية و «كم» الخبرية] :
«كم» كناية عن عدد ، لذلك أتى بها عقيب أبواب العدد. وهي تنقسم قسمين : استفهامية ، وخبريه.
فالاستفهامية هي التي تستدعي جوابا ، والخبرية هي التي لا تستدعي جوابا ، وكلاهما مبنيّ. فالاستفهامية بنيت لتضمنها معنى حرف الاستفهام ، وهي الهمزة ، وأما الخبرية فبنيت لشبهها بـ «ربّ» ، لأنّ «ربّ» للمباهاة والافتخار كما أنّ «كم» كذلك ، وذلك نحو قولك : «كم غلام ملكت» ، وإنّما تريد : كثيرا من الغلمان ملكت.
وذهب الفراء إلى أنّ «كم» مركّبة من كاف التشبيه و «ما» الاستفهامية ، فالأصل عنده فيها «كم» ، لأنّ حرف الجر إذا دخل على «ما» الاستفهامية حذف منها الألف ، وسكن ميم «كم» لكثرة الاستعمال ، كما قالوا : «فيم» ، و «لم» ، في «فيم» و «لم».
فإذا قلت : «كم رجلا عندك»؟ فالمعنى عنده : كأيّ شيء من الرجال عندك ، وكنيّت بـ «أيّ» عن عدد ، ورأى أنّ هذا أولى من أن يثبت في أسماء الاستفهام ما لم يستقر فيها. وحكى هذا المذهب عنه ابن كيسان. وهو باطل لأنّها يدخل عليها حرف الجر وحرف الجر لا يدخل على مثله.
و «كم» اسم مبهم فلا بدّ لها من تمييز ، وتمييز الاستفهامية مفرد منصوب وتمييز الخبرية مخفوض ، ويكون مفردا وجمعا.