باب الاستغاثة
إذا ناديت الاسم على جهة الاستغاثة أو التعجب ، فيجب فتح لامه ، واختلف النحويون فيما تتعلق به هذه اللام. فمنهم من قال : إنّها متعلّقة بما في «يا» من معنى الفعل ، وهو ابن جني. ومنهم من قال : إنّها زائدة.
أمّا مذهب ابن جني ففاسد ، لأنّ معاني الحروف لا تعمل في المجرورات ولا في الظروف. وأما من ذهب إلى أنّها زائدة فباطل ، لأنّه مهما قدر أن لا يزاد الحرف كان أولى ، لأنّ الزيادة ليست بقياس ، فلم يبق إلّا أن تكون متعلّقة بالفعل الذي ينصب المنادى.
فإن قيل : إنّ الذي ينصب المنادى يصل بنفسه وهذا لا يصل بنفسه.
فالجواب : إنّ الفعل المتعدّي إلى مفعول يجوز أن يتعدّى بنفسه وبحرف جر ، نحو : «ضربت زيدا» ، و «ضربت لزيد». قال الله تعالى : (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ)(١). وهذا قليل مع ظهور الفعل ، فإذا كان الفعل مضمرا كان أقوى.
وأمّا لام المستغاث من أجله فمتعلقة بفعل مضمر قولا واحدا تقديره : أدعوك لزيد.
واختلف في السبب الموجب لفتح لام المستغاث به ، فمنهم من قال : إنّها فتحت تفرقة بينها وبين لام المستغاث من أجله ، واستدلّ على ذلك بأنّك إذا عطفت على المستغاث به ، نحو : «يا لزيد ولبكر» ، كسرت لام المعطوف لأنّه قد زال اللبس.
__________________
(١) سورة النمل : ٧٢.