باب «أمس»
إذا لم يكن معرّفا بالألف واللام ، ولا بالإضافة ، ولا منكّرا ، ولا مجموعا ، ولا مصغّرا ، فلا يخلو أن يكون ظرفا أو غير ظرف.
فإن كان ظرفا ، فهو مبنيّ على الكسر ، ويكون له معنيان : أحدهما أن تريد به اليوم الذي قبل يومك ، والآخر أن تريد به ما تقدّم يومك ، وذلك لا يكون إلّا مجازا ، وعليه قوله [من الطويل] :
٧٣٣ ـ لعمري لقوم قد ترى أمس فيهم |
|
مرابط للأمهار والعكر الدّثر |
__________________
٧٣٣ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ١١٢ ؛ وجمهرة اللغة ص ٧٧٠ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١١١ ؛ ولسان العرب ٤ / ٢٧٧ (دثر).
اللغة : الأمهار : جمع مهر وهو صغير الخيل. العكر : القطعة من الإبل ما بين خمسين إلى مئة. الدثر : المال الكثير.
المعنى : يا لغنى هؤلاء القوم فأنت ترى بوضوح ما كانوا يملكونه بالأمس من خيول وإبل وأموال كثيرة.
الإعراب : لعمري : «اللام» : لام القسم ، «عمري» : مبتدأ مرفوع بضمّة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة ، والخبر محذوف بتقدير (لعمري قسمي). لقوم : «اللام» : واقعة في جواب القسم ، «قوم» : خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : لهم قوم. قد : حرف تحقيق. ترى : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). أمس : ظرف زمان في محلّ نصب مفعول فيه ، متعلق بـ «ترى» على تأويل المضارع بالماضي كما يرى بعض النحاة في هذا البيت. فيهم : جار ومجرور متعلقان بـ (ترى). مرابط : مفعول به منصوب بالفتحة. للأمهار : جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ (مرابط). والعكر : «الواو» : للعطف ، «العكر» : معطوف على (الأمهار) مجرور