باب الصفة المشبّهة باسم الفاعل
[١ ـ التعريف بالصفة المشبّهة باسم الفاعل] :
الصفة المشبهة باسم الفاعل هي كل صفة مأخوذة من فعل غير متعدّ لأنها إنّما شبهت باسم الفاعل المأخوذ من الفعل المتعدّي ، فعملت عمله.
ووجه الشبه بينهما أنّها صفة كما أنّ اسم الفاعل كذلك ، وأنّها متحملة للضمير كما أنّ اسم الفاعل متحمّل ضميرا ، وأنّها طالبة للاسم بعدها كما أنّ اسم الفاعل طالب للاسم بعده ، وأنّها تذكّر وتؤنّث وتثنّى وتجمع كما أنّ اسم الفاعل كذلك ، فتقول : «مررت برجل حسن الوجه» ، كما تقول : «مررت برجل ضارب زيدا». فلمّا أشبهته من هذه الوجوه عملت عمله ، فإن نقص من هذه الوجوه شيء لم تعمل ، مثال ذلك : «أفعل من» ، هو صفة متحمل ضميرا طالب الاسم بعده ، تقول : «زيد أفضل من عمرو أبا» ، ولا تقول : «زيد أفضل من عمرو الأب» ، لأنّه قد نقص منه التثنية والجمع والتأنيث.
[٢ ـ أقسام الصفة المشبّهة] :
والصفة المشبهة تنقسم ثلاثة أقسام : قسم اتفق النحويون على أنه يشبّه عموما ، وقسم اتفق النحويون على أنه يشبّه خصوصا ، وقسم فيه خلاف.
فالذي يشبه باسم الفاعل عموما هي كل صفة لفظها ومعناها صالح للمذكّر والمؤنّث ، ونعني بالعموم أنّ تجري صفة المؤنث على المؤنث ، والمذكر على المذكر ، والمذكر على المؤنث ، والمؤنث على المذكر ، مثال ذلك : «مررت برجل حسن الوجه».