باب تصغير الظروف
وهي تنقسم قسمين : متصرف وغير متصرف. فالمتصرف تصغيره كتصغير الأسماء غير الظروف ، وغير المتصرف ينقسم قسمين : قسم لم يتصرف في موضع أصلا ، وقسم يتصرف قليلا. فالذي لا يتصرف أصلا لا يجوز تصغيره ، نحو : «بعيدات بين» ، و «ذات مرّة» ، و «سبحان الله» (١).
والذي يتصرف قليلا لا يجوز تصغيره إلّا ضرورة حيث سمع ، وقياسه في التصغير كقياس الأسماء ، إلّا أنّك تلحق المؤنث منه تاء التأنيث. وإن كان على أزيد من ثلاثة أحرف ، وذلك أنه حيث قلّ تصريفه لم يكن له ما يستدل به على تأنيثه ، بخلاف الأسماء المنصرفة ، فإنّ الإخبار عنها والإشارة إليها ، تدلّ على تأنيثها ، فلذلك قيل في تصغير «قدّام» و «وراء» : «قديديمة» ، و «وريّئة». إذ لو لم تلحق تاء التأنيث لتوهّم أنّهما مذكّران.
__________________
(١) «سبحان» مصدر ، وليس ظرفا.