عدا ذلك لا يجوز حذف حرف الجرّ من مفعوله إلّا في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الوافر] :
٢٠٥ ـ تمرّون الدّيار ولم تعوجوا |
|
كلامكم عليّ إذن حرام |
يريد : على الديار فحذف «على» ، وقول الآخر [من الطويل] :
٢٠٦ ـ تحنّ فتبدي ما بها من صبابة |
|
وأخفي الذي لو لا الأسى لقضاني |
______________________
ـ والشاهد فيه قوله : «دعتني أخاها» حيث تعدّى الفعل «دعا» الذي بمعنى «سمّى» إلى مفعولين ، وهما الياء في «دعتني» ، وقوله : «أخاها». وبعده في شرح المفصل ٦ / ٢٧ :
دعتني أخاها بعد ما كان بيننا |
|
من الأمر ما لا يفعل الأخوان |
وفيه شاهد مماثل.
٢٠٥ ـ التخريج : البيت لجرير في ديوانه ص ٢٧٨ ؛ والأغاني ٢ / ١٧٩ ؛ وتخليص الشواهد ص ٥٠٣ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢١ ؛ والدرر ٥ / ١٨٩ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٣١١ ؛ ولسان العرب ٥ / ١٦٥ (مرر) ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٥٦٠ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ١٤٥ ، ٨ / ٢٥٢ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ١٥٨ ؛ ورصف المباني ص ٢٤٧ ؛ وشرح المفصل ٨ / ٨ ، ٩ / ١٠٣ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٠٠ ، ٢ / ٤٧٣ ؛ والمقرب ١ / ١١٥ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٨٣.
اللغة : عاج : مال ، أو أقام.
المعنى : يقول الشاعر لأصحابه إذا مرّوا بديار الحبيبة ولم يميلوا فإنّه سيقطع علاقته بهم ، ولن يكلّمهم بعد ذلك.
الإعراب : «تمرّون» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو ضمير في محلّ رفع فاعل. «الديار» : مفعول به منصوب على نزع الخافض تقديره : «تمرّون بالديار». «ولم» : الواو حاليّة ، «لم» : حرف جزم. «تعوجوا» : فعل مضارع مجزوم بحذف النون ، والواو ضمير في محلّ رفع فاعل. «كلامكم» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، و «كم» ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «عليّ» : جار ومجرور متعلّقان بـ «حرام». «إذن» :
حرف جواب. «حرام» : خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة : «تمرّون» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «ولم تعوجوا» في محلّ نصب حال. وجملة : «كلامكم علي حرام» استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «تمرّون الديار» حيث حذف حرف الجرّ ، وأوصل الفعل اللازم إلى المجرور فنصبه ، وأصل الكلام «تمرّون بالديار» ، وهذا مقصور على السماع.
٢٠٦ ـ التخريج : البيت لعروة بن حزام في خزانة الأدب ٨ / ١٣٠ ؛ والدرر ٤ / ١٣٦ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٤١٤ ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٥٥٢ ؛ ولرجل من بني حلاف في تلخيص الشواهد ص ٥٠٤ ؛ وللكلابي في لسان العرب ٧ / ١٩٥ (غرض) ، ١٥ / ١٨٧ (قضى) ؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٧٤ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ١٢٠ ؛ والدرر ٥ / ١٨٥ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٣٨. ـ