الاستحباب (١) بعد القطع بارتفاع الإيجاب
______________________________________________________
أكان المشكوك الحدوث نفس وجود الفرد فقط مع العلم بملاكه ، أم هو مع ملاكه فيظهر من العبارة صور ثلاث :
إحداها : احتمال وجود الفرد الآخر مقارنا لوجود الفرد المعلوم الارتفاع ، وفي هذه الصورة يتعلق الشك بنفس الفرد فقط دون ملاكه ، إذ لا يتصور وجود الفرد كالاستحباب مثلا بدون ملاك.
ثانيتها : احتمال وجوده مقارنا لارتفاع المعلوم الزوال ، وهذا يتصور على وجهين :
أحدهما : كون المشكوك فيه وجود الفرد فقط ، للعلم بملاكه ذاتا لا حدّا في ضمن ملاك الفرد المرتفع.
ثانيهما : كون المشكوك فيه كلّا من الفرد وملاكه ، بأن يكون ملاكه حادثا معه ، فالشك في وجود فرد آخر مقارن لارتفاع ذلك الفرد ينقسم إلى هذين القسمين.
وقد ظهر مما ذكرنا : أن الباء في «بملاكه» بمعنى «مع» فكأن العبارة هكذا : «وان شك في وجود فرد آخر ... بنفسه أو مع ملاكه» فقوله : «بنفسه أو بملاكه» إشارة إلى أن القسم الثاني ـ وهو الشك في حدوث فرد آخر مقارن لارتفاع الفرد المعلوم الحدوث ـ ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : أن يكون الشك في نفسه ، دون ملاكه ، كما إذا علم بوجوده بنحو الاندكاك في ملاك الفرد المعلوم الزوال.
والآخر : أن يكون الشك في حدوث كل من الفرد وملاكه حين ارتفاع الفرد المعلوم.
(١) هذا مثال للقسم الثاني ، وهو ما إذا كان الشك في حدوث الفرد مقارنا لارتفاع الفرد المعلوم ، إذ المفروض حصول الشك في حدوث الاستحباب مقارنا للقطع بارتفاع الإيجاب.