تعلّق من أسماء ما قد تعلّقا |
|
ومثل الذي لاقى من الشوق أرّقا |
سقى منفخ الأكناف منبعج الكلى |
|
منازلها من مشرقات فشرّقا |
إلى الشرف الأعلى إلى رامَهُرْمزٍ |
|
إلى قربات الشيخ من نهر أربقا |
إلى دست مارين إلى الشطّ كلّه |
|
إلى مجمع السلّان من بطن دورقا |
إلى حيث يرقى من دجيل سفينه |
|
إلى مجمع النهرين حيث تفرّقا |
إلى حيث سار المرء بُسرٌ بجيشه |
|
فقتّل بُسرٌ ما استطاع وحرَّقا |
قال : ودعا عليّ عليهالسلام على بُسر فقال : « اللّهمّ إنَّ بسراً باع دينه بالدنيا ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده ممّا عندك ، اللّهمّ فلا تمته حتى تسلبه عقله ، ولا توجب له رحمتك ، ولا ساعة من نهار ، اللّهمّ العن بُسراً وعمراً ومعاوية ، وليحلّ عليهم غضبك ، ولتنزل بهم نقمتك ، وليصبهم بأسك وزجرك الذي لا تردّه عن القوم المجرمين ». فلم يلبث بُسر بعد ذلك إلّا يسيراً حتى وسوس وذهب عقله ، فكان يهذي بالسيف ويقول : اعطوني سيفاً أقتل به. لا يزال يردِّد ذلك حتى اتُّخذ له سيفٌ من خشب ، وكانوا يدنون منه المرفقة فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه فلبث كذلك إلى أن مات (٢).
___________________________________
(١) كذا في شرح نهج البلاغة ، وأما في الطبعة المعتمدة لدينا من شرح النهج والغارات ففيهما : جيشان ، وهي كورة باليمن شمال لحج .
(٢) شرح ابن أبي الحديد : ١ / ١١٦ ـ ١٢١ [ ٢ / ٧ ـ ١٨ خطبة ٢٥ ]. ( المؤلف )