الاعتقاد في حقّ الرجل. فراجع ما قدّمناه من أقوالهم وأعمالهم المذكورة في الجزء الثامن وفي هذا الجزء (ص ٦٩ ـ ١٦٣) ، ولا تنس قولهم له في مناشدته المذكورة في (ص ٢٠٤) : وأمّا ما ذكرت من قدمك وسبقك مع رسول الله فإنّك قد كنت ذا قدم وسلف وكنت أهلاً للولاية ، ولكن بدّلت بعد ذلك وأحدثت ما قد علمت.
وقولهم له : وأمّا قولك : إنّه لا يحلّ إلاّ قتل ثلاثة ؛ فإنّا نجد في كتاب الله قتل غير الثلاثة الذين سمّيت : قتل من سعى في الأرض فساداً ، وقتل من بغى ثمّ قاتل على بغيه ، وقتل من حال دون شيء من الحقّ ومنعه ثمّ قاتل دونه وكابر عليه ، وقد بغيت ، ومنعت الحقّ ، وحلت دونه ، وكابرت عليه. إلخ.
ونظير هذه الأقوال الكثير المعرب عن آراء الصحابة فيه وفي أحداثه ، وكلّها تكذّب القول بأن يكون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسمّي الرجل شهيداً. نعوذ بالله من الاختلاق بلا تدبّر.
ومنها :
٢٦ ـ أخرج سيف بن عمر في الفتوح ، من طريق صعصعة بن معاوية التيمي ، قال : أرسل عثمان وهو محصور إلى عليّ وطلحة والزبير وغيرهم : فقال : احضروا غداً. فأشرف عليهم وقال : أنشدكم الله ولا أنشد إلاّ أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من حفر رومة فله الجنّة. فحفرتها؟ ألستم تعلمون أنّه قال : من جهّز جيش العسرة فله الجنّة. فجهزته؟ قال : فصدّقوه بما قال.
ذكره ابن حجر في فتح الباري (١) (٥ / ٣١٤) وقال : وللنسائي من طريق الأحنف ابن قيس أنّ الذين صدّقوه بذلك هم : عليّ بن أبي طالب وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقّاص.
__________________
(١) فتح الباري : ٥ / ٤٠٨.