تاريخ الطبري (٥ / ١١٨) ، الكامل لابن الأثير (٣ / ٧٠) (١).
قال الأميني : إنّك تجد محمد بن مسلمة هاهنا لا يشك في أنّ ما نقمه القوم على الخليفة موبقات يستحلّ بها هتك الحرمات ممّن ارتكبها ، لكنّه كره المناجزة وحاول الإصلاح حذار الفتنة المستتبعة لطامّات وهنابث ، وسعى سعيه في ردّ القوم بضمانه عسى أن ينزع الخليفة عمّا فرّط في جنب الله ، وأن يكون ذلك توبة نصوحاً ، فلعلّ الفورة تهدأ ، ولهيب الثورة يخبأ ، لكنّه لمّا شاهد الفشل في مسعاه ، وأخفق ظنّه بعثمان ، ورأى منه حنث الإلّ ، وعدم النزوع عن أحداثه ، تركه والقوم ، فارتكبوا منه ما ارتكبوا ولم يجبه حينما استنصره ، ولم يُقم لطلبته وزناً ، ولم يرَ له حرمة يدافع بها عنه ، ولذلك خاشنه في القول ، فكان ما كان مقضيّا.
ـ ٢٤ ـ
حديث ابن عباس
حبر الأُمّة ابن عمّ النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
١ ـ أخرج أبو عمر في الاستيعاب (٢) ؛ في ترجمة مولانا أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه من طريق طارق ، قال : جاء ناس إلى ابن عبّاس ، فقالوا : جئناك نسألك ، فقال : سلوا عمّا شئتم ، فقالوا : أيّ رجل كان أبو بكر؟ فقال : كان خيراً كلّه. أو قال : كالخير كلّه ، على حدّة كانت فيه. قالوا : فأيّ رجل كان عمر؟ قال : كان كالطائر الحذر الذي يظنّ أنّ له في كلّ طريق شركاً. قالوا : فأيّ رجل كان عثمان؟ قال : رجل ألهته نومته عن يقظته. قال : فأيّ رجل كان عليّ؟ قال : كان قد مُلئ جوفه حكماً وعلماً وبأساً ونجدةً مع قرابته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان يظنّ أن لا يمدّ يده إلى
__________________
(١) راجع الصحائف ٢٤٣ ـ ٢٤٥.
(٢) الاستيعاب : القسم الثالث / ١١٢٩ رقم ١٨٥٥.