ومنه قول جرير :
أثعلبة الفوارس أم رياحا |
|
عدلت بهم طهيّة والخشابا (١) |
حيث الناصب لثعلبة فعل يقدر من معنى (عدلت) ، نحو : قاس ، مثّل ، ظلم ... إلخ.
د ـ أن يكون الفعل المقدر متعديا صالحا للمعنى ، ولكنه ليس من لفظ الفعل المشغول المذكور ولا معناه ، ويكون ذلك فى موضعين :
أولهما : أن يكون الفعل المذكور المشغول متعديا إلى ما نسب إلى ضمير الاسم المتقدم بواسطة حرف الجرّ (٢). إذ لا يصح ـ معنويا ـ تقدير المرادف ؛ لكونه لا يقع على الاسم المشغول عنه ؛ لأن الفعل المذكور يقع معنويا على الاسم المنسوب إلى الضمير لا الضمير ذاته ، وبالتالى لا يصح المرادف ، ذلك نحو قولك : محمدا رحبت بغلامه. التقدير : أكرمت محمدا رحبت بغلامه ، إذ الترحيب واقع على غلام محمد لا محمد ، وبالتالى فإن الترحيب لا يصح وقوعه معنويا على الاسم المتقدم ، فيقدر فعل يكون ملائما فى المعنى للترحيب بغلام محمد ، وهو الإكرام مثلا ، أو التقدير ، فتقدر : قدّرت ، أو الاحترام ، فتقدر : رحبت.
ومنه قولك : عليا مررت بصديقه ، يكون التقدير : لابست عليا مررت بصديقه ، إذ المرور ليس بعلىّ وإنما هو بصديق على.
والآخر : أن يكون الفعل المذكور متعديا ناصبا للاسم المنسوب إلى ضمير المشغول عنه فى أى صورة من صور النسب والارتباط المعنوى ، ولا يصلح بمعناه ولفظه أن يقع على الاسم المشغول عنه حتى لا يتغير معنى الجملة ، ذلك نحو قولك : محمدا ضربت خصمه. التقدير : أكرمت محمدا ضربت خصمه ، إذ
__________________
منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أليما) صفة لعذاب منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. وجملة (والظالمين) استئنافية لا محل لها من الإعراب.
(١) الكتاب ١ ـ ١٠٢ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٣٣٥ / أمالى ابن الشجرى ٢ ـ ٣١٧ / شرح التصريح ١ ـ ٣٠٠ / الأشمونى ٢ ـ ٩٦.
(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٨٣.