أو حرف نفى ، أو حرف تنفيس ، أو ردع وزجر ، أو ابتداء ، أو تحضيض وحث أو غير ذلك مما لا يعدّ أساسا فى تنويع الجملة يمثل جملة فعلية.
ومما يكون جملة فعلية وقد تصدر بحرف ما يأتى : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) [التكاثر : ٣ ، ٤] كلّ منهما جملة فعلية مع سبقهما بالحرفين (كلا) (وسوف) ، إلى جانب (ثم) في الثانية.
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(١) [الإنسان : ١].
هذه جملة استفهامية فعلية. حيث تصدرت بحرف الاستفهام (هل) ، ولا اعتداد به فى تنويع الجملة لفظيا ، ثم تلى بالفعل (أتى) فأصبحت فعلية ، فاعلها (حين).
والجملة الفعلية جملة حدثية في المقام الأول ، بحيث يمكن القول بأن الركن المبتدأ به فى الجملة الفعلية ـ وهو الفعل هو محور الحديث ومركزه ، فهو المعلوم لدى كلّ من المتحدث والمستمع ، وهو الخيط الذي يربط بينهما ليقوم عليه الإخبار ، ويخبر عنه بالركن الثانى ، وهو الفاعل أو نائب الفاعل. فإذا تحولت الجملة الفعلية إلى اسمية أصبح الاسم محور الحديث ومركزه ، وهو المعلوم لدى طرفى الحديث ، فهى التى تصبح محور الإخبار ، ويتضح هذا المفهوم من المثال : غرق ... ويسكت المتحدث ، فيسأل المستمع : من غرق؟ ومنه يفهم أن الغرق مخبر عنه ، وهو المعلوم ، وما يجاب به عن السؤال هو المخبر به ، وهو المجهول ، وهذا هو طبيعة
__________________
(١) (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (أتى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (على الإنسان) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الإنسان : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان. (حين) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من الدهر) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الدهر : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لحين. (لم يكن) لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يكن : فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون.
واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (شيئا) خبر يكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة (يكون) مع اسمها وخبرها فى محل نصب ، حال. أو فى محل رفع ، نعت ثان لحين. (مذكورا) نعت لشىء منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.