وتقول : وقفت أمام الصّف. فيكون (أمام) منصوبا على الظرفية المكانية.
ويجران بحرف الجر ، مثل : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) [فصلت : ٤٢] ، فيكون كلّ من (بين وخلف) اسما مجرورا بعد (من).
وقد يستعار ظرف المكان (أمام) للزمان ، كما فى قوله تعالى : (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) [القيامة : ٥] ، حيث «المراد شهواته ومعاصيه ليمضى فيها أبدا دائما ، فأمامه منصوب على الظرف ، وأصله مكان ، فاستعير هنا للزمان» (١).
دون :
الدونية تقصير عن الغاية (٢) ، ويكون ظرفا بحيث لا يكون بمعنى ردىء (٣). وهو لا يرفع أبدا ، إلا إذا كان من الرداءة ، كأن نقول : هو دونك ، إذا جعلت الأول الآخر ، ولم تجعله رجلا ، وقد يقولون : هو دون من القوم ، وهو ثوب دون (٤) ، وهو من الجهات الست ، لكنه أشدّ إبهاما منها ؛ لأنه يحتمل كلّ جهة منها. ذكره سيبويه عن الخليل متصرفا مجرورا بالخفض والتنوين (من دون) ، فأجراه مجرى الأسماء المتمكنة ، حيث يضاف ويستعمل غير ظرف ، كما ذكر الأخفش والكوفيون تصرفه (٥) ، ولكن ابن مالك يذكر أنه نادر التصرف (٦) ، وفيه دراسة تفصيلية فى الإضافة.
ومنه قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء : ٤٨]. يغلب استعمالها مجرورة بحرف الجرّ (من).
حول :
فيها لغات ، حوال ـ حول ـ حوالى ـ حولى ـ أحوال.
__________________
(١) الدر المصون ٦ ـ ٤٢٦.
(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤١١ / ٤ ٣ ـ ٢٨٩ ـ ٢٣٣ / ، والتسهيل ٩٦ / الهمع ١ ـ ٢١٣.
(٣) الكتاب ٤ ـ ٢٣٤.
(٤) المرجع السابق ١ ـ ٤١٠.
(٥) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٢٨٩ / الهمع ١ ـ ٢١٣.
(٦) التسهيل ٩٦.