ومما وجه على البدلية قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) [يس : ١٣](١) ، حيث يوجه (إذ) على أنه مبنى فى محل نصب بدل اشتمال من (أصحاب).
وهذه المواضع تؤول على أنها فى محلّ نصب على الظرفية ، والتقدير : واذكر مريم وقت .. ، وكذلك سائر المواضع.
ملحوظة :
قد تكون (إذ) للمفاجأة ، مثال ذلك أن تقول : بينا أنا قائم إذ الطالب جالس ، وبينا أفتح الباب إذ صديقى واقف به.
ومنه قول الشاعر :
استقدر الله خيرا وارضينّ به |
|
فبينما العمر إذ دارت مياسير |
حينئذ يختلف النحاة فيما بينهم فى كونها ظرف مكان ، أو ظرف زمان ، أو زائدة ، أو حرفا.
لكن ما بعدها يكون مبتدأ وخبرا. فإذا كان ما بعدها اسما بمفرده فإنه يكون مبتدأ حذف خبره ، كأن تقول : فتحت الباب فإذ الصديق. (الصديق) مبتدأ مرفوع ، وخبره محذوف ، أو يكون خبرا لمبتدإ محذوف.
وإذا كان ما بعدها على مثال : فتحت الباب فإذ الصديق واقفا ؛ فإن الخبر محذوف ، ويكون (واقفا) منصوبا على الحالية ، والتقدير : فإذ الصديق رأيته واقفا ، أو : ثبت ، أو : وجد ... إلخ.
__________________
(١) فى (ضرب) ثلاثة أوجه يوجه عليها إعراب ما بعدها ، وهى :
أ ـ أن يكون ضرب متعديا لواحد ، فيكون (مثلا) مفعولا به لضرب ، و (أصحاب) مفعولا به لفعل محذوف. ويكون ضرب بمعنى اعتمد ، أو : وضع.
ب ـ أن يكون ضرب كذلك متعديا لواحد ، ويكون (أصحاب) بدلا من مثل.
ج ـ أن يكون ضرب متعديا لاثنين ، بمعنى صير ، ويكون (مثلا) مفعولا أول ، و (أصحاب) مفعولا به ثانيا.
(المرسلون) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. وجملة (جاءها المرسلون) مضاف إليه ، فى محل جر ، شبه جملة (لهم) متعلقة بالضرب.