وقد تجىء للمستقبل ، كما هو فى قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) [غافر : ٧٠ ـ ٧١].
إن علمت الجملة المضافة إليها حذفت ، وعوض عنها بتنوين مع كسر الذال لالتقاء الساكنين لا للجر كما يرى الأخفش ، فتقول : حينئذ ، يومئذ ، ساعتئذ.
وتدرس فيما بعد.
يجيز بعض النحاة ـ الأخفش والزجاج وابن مالك ـ أنها قد تقع مفعولا به ، أو بدلا منه بدل اشتمال ، ويخالفهم الجمهور فى ذلك.
ـ من وقوعها ظرفا :
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [التوبة : ٤٠] والتقدير :
وقت أخرجه ، فتكون (إذ) ظرف زمان مبنيا على السكون فى محلّ نصب متعلق بأخرج ، وجملة (أخرجه الذين) فى محل جرّ بالإضافة.
ومثله : (قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ) [الشعراء : ٧٢](أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ) [البقرة : ١٣٣](١).
ـ ومن وقوعها مفعولا به :
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) [الأنفال : ٢٦] ، والتقدير : واذكروا وقت أنتم قليل ، فيكون الذكر واقعا على الوقت ، فيكون مفعولا به مبنيا على السكون فى محلّ نصب. والجملة الاسمية (أنتم قليل) فى محلّ جرّ بالإضافة.
ومثله قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ) [الأعراف : ٧٤](٢)(وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) [الأعراف : ٨٦] حيث (إذ) تكون فى محل نصب على المفعولية ، وجملة : (كُنْتُمْ قَلِيلاً) فى محل جر بالإضافة.
__________________
(١) (شهداء) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ؛ ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف منتهى الجموع.
(يعقوب) مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الموت) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(٢) (اذكروا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (خلفاء) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (من بعد عاد) جار ومجرور ، ومضاف إليه وشبه الجملة فى محل نصب نعت لخلفاء. ويجوز أن تتعلق بخلفاء ، وهو جمع خليفة أى : تخلفون.