ألا يا نخلة من ذات عرق |
|
عليك ورحمة الله السّلام (١) |
والأصل : عليك السّلام ورحمة الله ، فأخر المعطوف وهو (السّلام) ، وقدّم المعطوف عليه ، وهو (رحمة). ويرى أن المفعول معه أصله العطف.
ولكن غيره يمنع ذلك احتجاجا بأن هذا التوسط فى المعطوف ضعيف نادر ، فيكون فى المفعول معه الذى هو فرعه أضعف.
ومما يستشهد به ابن جنى على تقدم المفعول معه على معمول الفعل قول يزيد بن الحكم :
جمعت وفحشا غيبة ونميمة |
|
ثلاث خصال لست عنها بمرعوى (٢) |
حيث يرى ابن جنى أن الأصل : جمعت غيبة ونميمة مع فحش ، على أن الواو التى تسبق (فحشا) واو المعية ، وهو منصوب على أنه مفعول معه ، تقدم على مصاحبه الذى هو (غيبة ونميمة).
فيذكر ابن جنى : «ولا يجوز تقديم المفعول معه على الفعل ، نحو قولك : والطيالسة جاء البرد ؛ من حيث كانت صورة هذه الواو صورة العاطفة ، ألا تراك لا تستعملها إلا فى الموضع الذى لو شئت لاستعملت العاطفة فيه ، نحو : جاء البرد والطيالسة ، فلما ساوقت حرف العطف قبح : الطيالسة جاء البرد ، كما قبح : وزيد قام عمرو.
__________________
(١) ينظر : مجالس ثعلب ١ ـ ٣٥٠ / الجمل ١٤٨ / ضرائر الشعر ٢١٨ / الخصائص ٢ ـ ٣٨٦ / شرح الجمل لابن عصفور ٢ ـ ٨٤ / شرح الرضى على الكافية ١ ـ ١٣٥ / المساعد ٢ ـ ٤٧٥ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٩٦ / الهمع ١ ـ ١٧٣ / الدرر ١ ـ ١٩٠ / الخزانة ١ ـ ٤٩٥.
(ألا) استفتاحية مبنية لا محل لها من الإعراب. (نخلة) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (السّلام) مبتدأ مؤخر مرفوع ، خبره المقدم شبه الجملة (عليك).
(٢) (ثلاث) بالنصب بدل مما سبقها منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وبالرفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هذه.
(لست) ليس فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم ليس.
(عنها) شبه جملة متعلقة بالارعواء. (بمرعوى) الباء حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب (مرعوى) خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. وجملة (لست عنها بمرعوى) فى محل نصب صفة لثلاث.