مكان : منصوب على الظرفية. وشبه الجملة فى محل نصب خبر (كن) ، أو متعلق بخبر محذوف.
ومن النحاة من يسوى بين العطف والنصب فى هذا المثال (١).
ويجعل النحاة فى هذا الموضع المذكور بعد واو المصاحبة وقبلها ضمير رفع ، ويجعلون فى العطف ضعفا من جهة اللفظ إذا أريد العطف ؛ حيث يعللون لهذا بما عللنا له به سابقا فى وجوب النصب ، وهو أنه لا يعطف على الضمير المتصل المرفوع إلا بعد ذكر الضمير المنفصل المرفوع. وذلك أن تقول : ذاكرت وصديقى.
حيث ذكر (صديق) بعد الواو ، وقبلها ضمير رفع متصل وهو (التاء) ، وهنا يرجح النصب ، حيث لم يذكر ضمير الرفع المنفصل بعد الضمير المتصل المرفوع ، بل إن منهم من يوجب النصب ، كما ذكرنا سابقا فى أحوال الوجوب.
فإذا أردت العطف دون اعتراض لفظى فإنك تقول : ذاكرت أنا وصديقى. ففى هذا المثل يعطف (صديق) على ضمير الرفع المتصل (التاء). ووجب ذلك لوجود ضمير الرفع المنفصل (أنا).
ومنه قولهم : لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها (٢). والتقدير : لو تركت الناقة مع فصيلها. وعليه فإن ما بعد واو المصاحبة يرجح نصبه على أنه مفعول معه ، إذ إننا لو أردنا الإتباع بالعطف لتكلفنا فى التأويل على حد القول : «لو تركت الناقة ترأم فصيلها ، وتركت فصيلها يرضعها. ونحو قول زهير :
إذا أعجبتك الدهر حال من امرئ |
|
فدعه وواكل أمره واللّياليا (٣) |
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٢٩٨ / مجالس ثعلب ١ ـ ١٠٣ / المسائل البصريات ١ ـ ٧٠١ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٢٥٨ / شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٥٨٩ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٤٨ / المساعد ١ ـ ٥٤٤ / شفاء العليل ١ ـ ٤٩٣.
(٢) شرح الجمل للخفاف ٢ ـ ٦٤٣.
(٣) (الدهر) : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (حال) فاعل (أعجب) مرفوع. وعلامة رفعه الضمة. (من امرئ) شبه جملة فى محل رفع صفة لحال ، أو متعلقة بصفة محذوف ، وجملة (أعجبتك حال) فى محل جر بالإضافة. (فدعه) الفاء واقعة فى جواب الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. دع