وهو مطلق لأن معنى المفعولية تنطبق عليه دون قيد ، أى : بدون واسطة كسائر المفعولات ، من : المفعول به ، والمفعول له أو لأجله ، والمفعول معه والمفعول فيه. فكل مفعول مما سبق ذكره يقيد بواسطة حرف الجر : الباء ، واللام ، و (مع) ، و (فى). وهو مصدر لصدور الأفعال عنه واشتقاقها منه.
وهو الحدث لأنه الأثر الناتج عن القيام بفعل ما ، أو الحدثان السائر نتيجة إحداث فعل ما. فالمفعول المطلق هو الحدث مطلقا.
وأنوه إلى أن كلّ فعل فى اللغة يتضمن حدثا مقرونا بزمن ما ، سواء أكان فعلا لازما ، أم فعلا متعديا. لهذا فإن لكلّ فعل مفعولا مطلقا دون قيد أو شرط. ومن هنا يسمى المفعول بغير صلة. أى : بغير حرف جر.
والمفعول المطلق حينئذ : هو المصدر الصريح المنصوب الذى يؤتى به لتحقيق :
ـ تأكيد فعل المصدر ، فيفيد ما أفاده الفعل من الحدث من غير زيادة.
ـ أو بيان نوع الفعل أو العامل ، فيفيد معنى زيادة على معنى التوكيد.
ـ أو بيان عدده ، أى : عدد مرات الفعل أو العامل.
والمصدر هو اسم الحدث الناتج من الفعل ، ويوافقه باللفظ أو بالمعنى.
وسمى المصدر مصدرا لأن فعله صدر منه ، وكذلك سائر المشتقات التى تتفرع عنه.
وعلى ذلك فإن مثال الأول (المؤكد للفعل) : فهمت فهما ، وخرجت خروجا ، واستعلمت استعلاما ، وتسامحت تسامحا ، وقدّم تقديما ، وولّى تولية ، وتعدّى تعدّيا ، وأكرم إكراما ، وأعلى إعلاء ، واسترخى استرخاء ، وقال قولا ، وباع بيعا ، ورمى رميا ، وطفا طفوا ، وهدّ هدا ، ودحرج دحرجة ، وزلزل زلزالا وزلزلة ..
أما مثال الثانى (المبين لنوع الفعل) فإنه يقع فى ثلاث هيئات :
ـ أن يكون موصوفا : نحو : أفهم فهما متقنا ، وخرج خروجا سريعا ، وقال قولا صادقا ، وأعمل عملا جادا ..