وقد ذكر تقدم المفعول به لحصر الفاعل فى :
(وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) [آل عمران : ٧]. (تأويل) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ولفظ الجلالة (الله) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) [الأعراف : ٩٩]. (مكر) مفعول به مقدم منصوب ، و (القوم) فاعل مؤخر مرفوع.
ب ـ أن يتضمن الفاعل ضميرا يعود على المفعول به ، عندئذ يتقدم المفعول به حتى لا يعود الضمير على متأخر فى اللفظ والرتبة ، والتقدم هنا واجب عند الأخفش وابن جنى وابن الطوال وابن مالك ، ولا يوجبه كثير من النحاة ، ومنه قولك : ذاكر الدرس قارئه ، فهم المعلم طلبته ، حيث كلّ من (الدرس والمعلم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وقد تقدم لأن الفاعل (قارئ وطلبة) يتضمن ضميرا (هاء) الغائب فى الموضعين) ، يعود على المفعول به.
ومنه قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) [البقرة : ١٢٤].
(إبراهيم) مفعول به منصوب ، و (رب) فاعل مرفوع.
ومنه : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها) [الأنعام : ١٥٨] ، وقولك : عاب الزوجة مطلقها ، حلّ المسألة قائلها.
__________________
ـ أ ـ أن يكون محصورا كما فى الأمثلة المذكورة ، ونحو : ما استضافهم إلا نحن.(وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر : ٣١].
ب ـ أن يكون العامل مصدرا مضافا إلى المفعول به ، نحو : أعجبنى فهم الطلبة أنت ، يسرنى مكافأة المجدين هو.
ج ـ أن يكون الفاعل مرفوعا بصفة مشتقة جرت على غير من هى له ، كقولك : زيد هند ضاربها هو ، محمود المسألة مفهمها هو.
د ـ أن يكون الفاعل أحد الفاعلين المشكوك فيهما المذكورين بعد (إمّا) المكررة ، نحو : ما فهم هذه المسألة إما محمد ، وإما أنا. أكرمك إما هو ، وإما على.
ه ـ إذا دخلت اللام الفارقة على الفاعل ، ويكون الفعل مذكورا بعد (إن) النافية. مع تكرارها مع اللام الفارقة ، وقد ذكر الفاعل الصريح فى الجملة الأولى ، فتقول : إن أكرمك لزيد. وإن أهانك لهو ، إن أحبّك لمحمود ، وإن نافقك لهو.