وقد فصّل النحاة القول فى ذلك (١) ، ووضعوا ضوابط تحدد حالات وجوب وجواز وامتناع ، وبينها راجح ومرجوح ، وأكتفى بذكر الأحوال الثلاث الأولى.
فالحالتان الأخيرتان تتضمنهما حالة الجواز.
وجوب التأنيث :
يجب أن تلحق بالفعل تاء التأنيث أو تسبقه فى المواضع الآتية :
أ ـ أن يكون ما أسند إليه الفعل ضميرا مستترا يعود على مؤنث حقيقى التأنيث أو مجازىّ التأنيث ، فيقال : البنت فهمت ، الشمس طلعت ، الطالبة تجيب ، الشجرة تثمر ، فاعل الأفعال السابقة ضمير مستتر تقديره (هى) ، عائد على مؤنث حقيقى فى الأول والثالث ، ومجازى فى الثانى والرابع ؛ لذا وجب إلحاق تاء التأنيث بالفعل الماضى فى كلّ مثال.
وتقول : المجدتان كوفئتا ، السبورتان نظفتا ، فتلحق التاء بالفعل حيث أسند إلى ألف الاثنين ، وهو عائد على مؤنث حقيقى فى الجملة الأولى ، وعلى مؤنث مجازى فى الجملة الثانية.
وقد تركت التاء فى موضع وجوب ذكرها فى الشعر فى قول زياد الأعجم مولى عبد القيس :
إن السماحة والمروءة ضمّنا |
|
قبرا بمرو على الطريق الواضح (٢) |
__________________
(١) ينظر : شرح ابن عقيل ١ ـ ١٤٥ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٥١ / شرح الشذور ١٦٩ / الهمع ٢ ـ ١٧.
(٢) شرح الشذور رقم ٧٧ ص ١٦٩ / ضياء السالك ٢ ـ ١٠.
(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (السماحة) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والمروءة) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. المروءة : معطوف على اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ضمنا) ضمن : فعل ماض مبنى على الفتح ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (قبرا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بمرو) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. مرو : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وشبه الجملة متعلقة بنعت محذوف لقبر. (على الطريق) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الطريق : اسم مجرور بعلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بنعت ثان لقبر محذوف. (الواضح) نعت للطريق مجرور ، وعلامة جره الكسرة.