ومنه أن تقول : أحسب ما رووه شيئا مصنوعا ، حسبتك مجتهدا فى دروسك.
قوله تعالى : (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ) [المنافقون : ٤] ، فيه (كل) مفعول به أول ليحسب منصوب ، أما المفعول به الثانى فإنك تلمسه فى وجهين :
أولهما : شبه جملة (عليهم) هى المفعول به الثانى ، فتكون الجملة الاسمية (هم العدو) استئنافية.
والآخر : الجملة الاسمية (هم العدو) فى محل نصب المفعول به الثانى ، وتكون شبه الجملة (عليهم) متعلقة بصيحة.
ومما جاء فيه (حسب) قول زفر بن الحارث الكلابى :
وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة |
|
عشية لاقينا جذام وحميرا (١) |
خال :
مثله قول الشاعر :
إخالك إن لم تغضض الطرف ذا هوى |
|
يسومك ما لا يستطاع من الوجد (٢) |
__________________
(١) ينظر : شرح ابن الناظم ١٩٧ / ضياء السالك ١ ـ ٣٠٥ / العينى ٢ ـ ٣٨٢ / شرح التصريح ١ ـ ٢٤٩.
(كنا) كان : فعل ماض ناقص ناسخ ، مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (حسبنا) حسب : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل.
والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان. (كل بيضاء) كل : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. وبيضاء : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (شحمة) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عشية) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بحسب. (لاقينا) لاقى : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع فاعل. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. (جذام) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ؛ ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف. (وحميرا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. حميرا : معطوف على جذام منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والألف للإطلاق حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب.
(٢) ينظر : ضياء السالك ١ ـ ٣٠٧.
(إخالك) إخال : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون. (لم) حرف