[النور : ٦٣] ، حيث تضمن الفعل المتعدى (يخالف) معنى الفعل اللازم (يخرج ، أو صدّ ، أو أعرض) ، ويكون الكلام : يخرجون عن أمره.
ومنه قوله تعالى : (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) [النمل : ٧٢] ، الفعل (ردف) يتعدى بنفسه ، ولكنه تعدى هنا باللام لتضمنه معنى (دنا وقرب).
وقد يتعدى بواسطة (من) ، ويجعلون منه قول الشاعر :
فلمّا ردفنا عمير وصحبه |
|
تولّوا سراعا والمنية تعتق (١) |
الكلام : ردفنا من عمير ، أى : دنونا من عمير.
ويجوز أن يكون منه قوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة : ١٩٥] ، حيث إنه من أوجه هذا الموضع أن الفعل (تلقوا) قد ضمّن معنى الفعل اللازم (تفضوا) ، أى : تطرحوا. وهو يتعدى بالباء ، فقولك : أفضيت بجنبى على الأرض ، أى : طرحت جنبى على الأرض.
ب ـ تحويل الفعل المتعدى إلى باب (فعل) بضمّ العين فى الماضى والمضارع مقصودا به التعجب والمبالغة : أو الثبوت واللزوم ، مثال ذلك : ضرب ، أى : ما أضربه ، ربح التاجر ، أى : ما أربحه ، وكسب ، أى : دائم الكسب.
ج ـ صيرورة الفعل المتعدى مطاوعا ، نحو : أنهيته فانتهى ، كسرته فانكسر ، حرّكت اللعبة فتحرّكت اللعبة ، خاصمته فتخاصم ، سابقته فتسابق.
د ـ ضعف العامل بتأخيره ، وجعلوا منه قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف : ٤٣] ، حيث (تعبر) فعل يتعدى إلى المفعول بدون واسطة ، لكنه لمّا تقدم المعمول (الرؤيا) ضعف العامل لتقدم المعمول عليه ، فقوّى العامل بحرف الجرّ (اللام).
وقيل : تضمن الفعل (تعبرون) معنى ما يتعدى باللام ، والتقدير : (تنتدرون لعبارة الرّؤيا).
ومنه قوله تعالى : (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف : ١٥٤] حيث سبق حرف الجرّ (اللام) المفعول به المقدم (ربهم) لتقوية العامل (يرهبون) لتأخره.
__________________
(١) ينظر : البحر المحيط ٧ ـ ٩٥ / الدر المصون ٥ ـ ٣٢٦.