كما أن هذا الوزن إنما وضع للغرائز والطبائع ، نحو : شرف ، كرم ، جبن ...
ـ انفعل : لا يأتى هذا الوزن إلا لمعنى المطاوعة ، ولا يكون إلا لازما ، وتعنى المطاوعة مطاوعة فاعل هذا الفعل لفاعل فعله المتعدى إلى واحد ، ففاعل هذه الجملة لا يحدث منه الفعل مباشرة ، ولكن بتأثير فاعل آخر غير ظاهر فى بنية الجملة ، فهذه الصيغة التى تكون للمطاوعة تكون لفاعل هو مفعول به أصلا ، والفاعل مهمل ، واستجاب المفعول به لتأثير الفاعل ، فحولت إليه الفاعلية ، ويكون الفعل لازما ، مثال ذلك : أغلق محمد الباب ، فانغلق الباب ، كسر الولد الزجاج ، فانكسر الزجاج ، كلّ من (الباب والزجاج) مفعول به فى الجملة مع الفعل المتعدى (أغلق ، كسر) ، ولما طاوع فاعل الثانى فاعل الأول لزمت صيغة الفعل المطاوعة فكانا (انغلق ، وانكسر).
ومن ذلك : دفعت الكرة ، فاندفعت الكرة. فتحت النافذة ، فانفتحت النافذة.
وكذلك : انصرف المشاكس ، انساق الإمّعة ، انهال التراب ، انفلق الحجر ، انشقت البرتقالة ، انطفأت الشمعة ، انكشفت حيلته ، انفردت بالعمل ، لا ننتفع بالمنافق ، انحطم الهشيم ، انقاد الإبل.
ـ افعلّ : لا يأتى هذا الوزن إلا لازما ، ويؤتى به فى اللغة لأداء دلالة واحدة غالبا ، وهى قوة اللون أو قوة العيب ، ومثاله : احمرّ وجهه خجلا ، ابيضّ الثوب ، اعورّت عينه ، اسودّت الورقة.
وقد يخرج عن هذه المعانى كما فى قوله تعالى : (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) [الكهف : ٧٧] ، (انقض) يجعل على وزن (انفعل) ، فيكون من انقضاض الطائر ، أو من القضّة ، وهى الحصى الصغار ، ويكون المعنى ، أن يتفتت كالحصى. ويجعل على وزن (افعلّ) كاحمرّ فيكون من النقض ، وهو الهدم.
ـ افعال : لازم دائما نحو : احمارّ وجهه ، (إذا زادت حمرته) ، اصفارّ ، اخضارّ ... ويكون فى الألوان ، وقد جاء فى غير الألوان قليلا ، فقد قالوا : اقطارّ النبت (١) ، أى : يبس وأخذ يجف ، ويمكن أن يرجع إلى اللون ، حيث اصفرار لون النبات إذا يبس وجف.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ٤ ـ ٧٦ / البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٤١٤ / اللسان ، مادة (قطر).