وتكبّر وتركع» (١).
وقد حكي (٢) القول بمضمونها عن جماعة من القدماء وكثير من المتأخّرين (٣) ، بل الظاهر أنّ القول بكفاية الأربع هو أشهر الأقوال بل المشهور فيما بين المتأخّرين ومتأخّريهم ، كما عن بعض التصريح به (٤).
وربما يستدلّ له أيضا بصحيحة أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إذا كنت إمام قوم فعليك أن تقرأ في الركعتين الأوّلتين ، وعلى الذين خلفك أن يقولوا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، وهم قيام ، فإذا كان في الركعتين الأخيرتين فعلى الذين خلفك أن يقرءوا فاتحة الكتاب ، وعلى الإمام أن يسبّح مثل ما يسبّح القوم في الركعتين الأخيرتين» (٥).
وفيه : أنّه ليس في الرواية تعرّض لبيان ما هو وظيفة الأخيرتين تفصيلا لا للإمام ولا للمأموم ، فضلا عن مقداره ، وإنّما ينسبق إلى الذهن
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣١٩ / ٢ ، التهذيب ٢ : ٩٨ / ٣٦٧ ، الاستبصار ١ : ٣٢١ / ١١٩٨ ، الوسائل ، الباب ٤٢ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٥.
(٢) الحاكي هو العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٣٧٥.
(٣) منهم : المفيد في المقنعة : ١١٣ ، والطوسي في الاستبصار ١ : ٣٢١ ، ويحيى بن سعيد في الجامع للشرائع : ٨٠ ، والآبي في كشف الرموز ١ : ١٦٠ ، والعلّامة الحلّي في مختلف الشيعة ٢ : ١٦٤ ـ ١٦٥ ، المسألة ٩٠ ، والشهيد في الذكرى ٣ : ٣١٥ ، وابن فهد الحلّي في الموجز الحاوي (ضمن الرسائل العشر) : ٧٨ ، والسيوري في التنقيح الرائع ١ : ٢٠٥ ، والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ٢ : ٢٥٦ ، والشهيد الثاني في روض الجنان ٢ :٦٩٢ ، والعاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٣٨١ ، والسبزواري في ذخيرة المعاد : ٢٧٠ ، والفيض الكاشاني في مفاتيح الشرائع ١ : ١٣٠ ، مفتاح ١٥١ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٨٥ : ٨٩.
(٤) صرّح الشهيد الثاني في المقاصد العليّة : ٢٥٧ بأنّ القول بكفاية الأربع هو أشهر الأقوال.
(٥) تقدّم تخريجها في ص ١٧٠ ، الهامش (٣).