وعن الشيخ بإسناده عن حنان بن سدير قال : صلّيت خلف أبي عبد الله عليهالسلام فتعوّذ بإجهار ثمّ جهر بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١).
وعن قرب الإسناد أنّه رواه عن حنان بن سدير ، قال : صلّيت خلف أبي عبد الله عليهالسلام المغرب فتعوّذ بإجهار «أعوذ بالله [السميع العليم] من الشيطان الرجيم ، وأعوذ بالله (أَنْ يَحْضُرُونِ)» (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة عليه التي سيأتي بعضها إن شاء الله.
وممّا يشهد أيضا لعدم وجوبه وكون الأمر به في الكتاب وغيره على جهة الاستحباب ـ مضافا إلى ما نبّه عليه الشهيد في عبارته المتقدّمة (٣) ـ مرسلة الصدوق ، قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أتمّ الناس صلاة وأوجزهم ، كان إذا دخل في صلاته قال : «الله أكبر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٤).
ثمّ إنّ مفاد النصوص الدالّة على شرعيّتها في الصلاة كظواهر الفتاوى إنّما هو استحبابها أمام القراءة في الركعة الأولى ، وأمّا في سائر الركعات فلا دليل عليه ، بل ربما يستشعر أو يستظهر من كلماتهم الإجماع على عدم مشروعيّته ، فلا يجوز الإتيان بها على سبيل التوظيف ، ولكن لو أتى بها من حيث إنّ ما يقرأها في الصلاة من جزئيّات قراءة القرآن المأمور بالاستعاذة عندها في الكتاب والسنّة الشاملين بإطلاقهما لحال الصلاة وغيرها ، فلا بأس به ، وكلمات الأصحاب المصرّحين باختصاص مشروعيّتها بالركعة الأولى منصرفة عن مثل الفرض ، كما لا يخفى.
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٨٩ / ١١٥٨ ، الوسائل ، الباب ٥٧ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٤.
(٢) قرب الإسناد : ١٢٤ / ٤٣٦ ، الوسائل ، الباب ٥٧ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٥ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
(٣) في ص ٣٢٣.
(٤) الفقيه ١ : ٢٠٠ / ٩٢١ ، وعنه في الوسائل ، الباب ٥٨ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٢.