وصحيحة زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما أقول إذا سمعت الأذان؟قال : «اذكر الله مع كلّ ذاكر» (١).
ولكن في استفادة استحباب حكاية جميع الفصول حتى الحيّعلات من هذه الصحيحة لا يخلو عن تأمّل ؛ لانصراف اسم الذكر (٢) عنها ، بل قد يتأمّل في دلالتها على استحباب حكاية شيء منها من حيث هي حتّى الأذكار ، فإنّه يصدق ذكر الله مع كلّ ذاكر على التعبير بالمرادف ونحوه ، ولا يتوقّف على حكاية ألفاظه بعينها.
اللهمّ إلّا أن يجعل بعض الأخبار المتقدّمة ـ كصحيحة محمّد بن مسلم ، ورواية أبي بصير ، المتقدّمتين (٣) ـ مبيّنا لما أريد من الذكر في هذه الصحيحة ، وهو «أن يقول كما يقول المؤذّن» لظهورهما في أنّ المراد بالذكر المأمور به عند سماع الأذان هو هذا ، فيشمل الحيّعلات أيضا وإن انصرف عنها إطلاق الذكر ؛ فإنّ ظاهر الخبرين كغيرهما ممّا دلّ على استحباب حكاية الأذان : إرادة جميع فصوله ، فعدّ الحيّعلات من الذكر إمّا من باب التغليب ، أو بواسطة اقترانها بقصد التقرّب المصحّح لإطلاق الذكر عليها ببعض الملاحظات ، كإطلاقه على الدعاء ونحوه.
وكيف كان فظاهر الأخبار المتقدّمة خصوصا بعضها : استحباب حكاية جميع الفصول.
__________________
(١) علل الشرائع : ٢٨٤ (الباب ٢٠٢) ح ٣ ، الوسائل ، الباب ٤٥ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٥.
(٢) في «ض ١٢» : «اسم ذكر الله».
(٣) في ص ٣٥٥.