وإن كان أول الساكنين نون «من» فتحت مع «أل» وكسرت مع ما سواه ، وقد تكسر مع «أل» وتفتح مع ما سواه.
وكثر فى الشعر حذف نونها مع «أل» ، ومن ذلك قول بعهضم : [من الرمل]
ليس بين الحى والميت سبب |
|
إنّما للحى م الميت النّصب |
وقد عامل «لكن» معاملة «من» بعض الشعراء فقال : [من الطويل]
فلست بآتيه ولا أستطيعه |
|
ولاك اسقنى إن كان ماؤك ذا فضل (١) |
وإذا كان أول الساكنين نون «عن» كسرت قبل كل ساكن. وبعض العرب يضمها قبل «أل» وهى لغة رديئة.
وإن كان أول الساكنين واوا مفتوحا ما قبلها فالاختيار ضمها إن كانت واو جمع ، ويجوز كسرها وفتحها.
وإن كانت لغير جمع فالاختيار كسرها ، ويجوز ضمها.
قال أبو الفتح بن جنى : «قرأ يحيى بن يعمر ، وابن أبى إسحاق : (اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ) [البقرة : ١٦].
وحكى أبو الحسن فيها الفتح ، ورواه قطرب ـ أيضا ـ والضم أفشى ، ثم الكسر ، ثم الفتح» (٢).
والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ، عليه توكلت وإليه متاب.
__________________
(١) البيت للنجاشى الحارثى فى ديوانه ص ١١١ ، والأزهية ص ٢٩٦ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤١٨ ، ٤١٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٩٥ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٦ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٧٠١ ، والكتاب ١ / ٢٧ ، والمنصف ٢ / ٢٢٩ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ١٣٣ ، ٣٦١ ، والإنصاف ٢ / ٦٨٤ ، وأوضح المسالك ١ / ٦٧١ ، وتخليص الشواهد ص ٢٦٩ ، والجنى الدانى ص ٥٩٢ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢٦٥ ، ورصف المبانى ص ٢٧٧ ، ٣٦٠ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٤٤٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٣٦ ، وشرح المفصل ٩ / ١٤٢ ، واللامات ص ١٥٩ ، ولسان العرب (لكن) ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٩١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥٦ ، وتاج العروس (لكن).
(٢) المحتسب (١ / ٥٤ ، ٥٥).