مناسبة الضمير الموجبة للبناء ، فعاد الإعراب.
وإذا عطف عليه ولم تعد «يا» كسرت لام المعطوف ؛ لأن عطف مصحوبها على المستغاث به يدل على أنه مستغاث به ؛ فأغنى عن فتح اللام الداخلة عليه ، فإن أعيدت «يا» فلا بد من الفتح.
قال الشاعر ـ فى الكسر لأجل عدم الإعادة فى العطف ـ : [من البسيط]
يبكيك ناء بعيد الدّار مغترب |
|
يا للكهول ، وللشّبّان للعجب (١) |
وقال آخر ـ فى الفتح لأجل الإعادة فى العطف ـ : [من الخفيف]
يا لقومى ويا لأمثال قومى |
|
لأناس عتوّهم فى ازدياد (٢) |
ولام المستغاث من أجله لا تكون مع غير الضمير إلا مكسورة كقول الشاعر :
[من الوافر]
تكنّفنى الوشاة فأزعجونى |
|
فيا للنّاس للواشى المطاع (٣) |
وقد تلى «يا» اللام المكسورة فيستدل بكسرها على أن المستغاث به محذوف ، وأن مصحوبها مستغاث من أجله ؛ فمن ذلك قول العرب : «يا للعجب» و «يا للماء» ـ بالكسر ـ والتقدير : يا للناس للعجب ، ويا للرجال للماء.
وجاز حذف المنادى المستغاث به للعلم به ، كما جاز حذف المنادى غير المستغاث من أجله كقول الشاعر : [من البسيط]
يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصّالحين على سمعان من جار (٤) |
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٤٧ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٥٤ ، والدرر ٣ / ٤٢ ، ورصف المبانى ص ٢٢٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٦٢ ، وشرح التصريح ٢ / ١٨١ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٠٣ ، وشرح قطر الندى ص ٢١٩ ، ولسان العرب ، (لوم) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٧ ، والمقتضب ٤ / ٢٥٦ ، والمقرب ١ / ١٨٤ ، وهمع الهوامع ١ / ١٨٠.
(٢) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٤٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٦٢ ، وشرح التصريح ١٢ / ١٨١ ، وشرح قطر الندى ص ٢١٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٦.
(٣) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ١١٨ ، والأغانى ٩ / ١٨٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٣١ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٣٣ ، والكتاب ٢ / ٢١٦ ، ٢١٩ ، واللامات ص ٨٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٩ ، وبلا نسبة فى الجنى الدانى ص ١٠٣ ، ورصف المبانى ص ٢١٩ ، وشرح المفصل ١ / ١٣١ ، ولسان العرب (لوم) ، والمقرب ١ / ١٨٣.
(٤) البيت بلا نسبة فى أمالى ابن الحاجب ص ٤٤٨ ، والإنصاف ١ / ١١٨ ، والجنى الدانى ص ٣٥٦ ، وجواهر الأدب ص ٢٩٠ ، وخزانة الأدب ١١ / ١٩٧ ، والدرر ٣ / ٢٥ ، ٥ / ١١٨ ، ورصف المبانى ص ٣ ، ٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣١ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٧٩٦ ، ـ