الأعداء ، وخوف التهمة ، ودخول الشبهة على القوم (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي) ليرضي أخاه ، ويظهر لأهل الشماتة رضاه عنه ، ويرفع دخول الشبهة عليهم من عدم رضا موسى عن أخيه ، فلا يتمّ لهم شماتتهم. وهذا الدعاء على وجه الانقطاع إلى الله ، أو على ترك الأولى ، لا أنّه كان وقع منه أو من أخيه قبيح كبير أو صغير يحتاج أن يستغفر منه ، فإنّ الدليل قد دلّ على أنّ الأنبياء لا يجوز أن يقع منهم شيء من القبيح.
(وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ) بمزيد الإنعام علينا (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فأنت أرحم بنا منّا على أنفسنا.
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (١٥٢) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٥٣) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤))
ثمّ أوعد الله سبحانه عبدة العجل ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ) وهو ما أمرهم به من قتل أنفسهم (وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وهي خروجهم من ديارهم. وقيل : الجزية. (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) على الله تعالى ، ولا فرية أعظم من قول السامريّ : هذا إلهكم وإله موسى ، فإنّه فرية لم يفتر مثلها أحد قبلهم ولا بعدهم.