وثلث قالوا : لم تعظون قوما؟ وثلث هم أصحاب الخطيئة.
فلمّا لم ينتهوا قال المسلمون : إنّا لا نساكنكم. فقسّموا القرية بجدار ، للمسلمين باب ، وللمعتدين باب. ولعنهم داود عليهالسلام ، فأصبح الناهون ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد ، فقالوا : إنّ للناس شأنا ، فعلوا الجدار فنظروا فإذا هم قردة ، ففتحوا الباب ودخلوا عليهم ، فعرفت القردة أنسباءها من الإنس ، والإنس لا يعرفون أنسباءهم من القرود. فجعل القرد يأتي نسيبه فيشمّ ثيابه ويبكي. فيقول : ألم ننهك؟ فيقول برأسه : بلى. وقيل : صار الشباب قردة ، والشيوخ خنازير» (١).
وفي المجمع (٢) عن ابن عبّاس : أنّهم بقوا ثلاثة أيّام ينظر إليهم الناس ، ثمّ هلكوا ولم يتناسلوا. قال : ولم يمكث مسخ فوق ثلاثة أيّام. وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله لم يمسخ شيئا فجعل له نسلا وعقبا.
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٦٨) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ
__________________
(١) الكشّاف ٢ : ١٧٢.
(٢) مجمع البيان ٤ : ٤٩٣.