(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (١). والصغو : الميل. والضمير في «إليه» يرجع إلى ما يرجع إليه ضمير «فعلوه» ، أي : ولتميل إلى ما ذكر من عداوة الأنبياء ووسوسة الشياطين قلوب الكفّار ، والّذين لا يعتقدون بالآخرة والحشر والنشر والحساب.
(وَلِيَرْضَوْهُ) وليحبّوه لأنفسهم (وَلِيَقْتَرِفُوا) ليكتسبوا (ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ) من الآثام.
(أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤))
ثمّ أمر نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقول لهؤلاء الكفّار الّذين مضى ذكرهم هذا القول : (أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً) على إرادة القول ، أي : قل لهم يا محمد : أفغير الله أطلب من يحكم بيني وبينكم ، ويميّز المحقّ منّا من المبطل؟! و «غير» مفعول «أبتغي» ، و «حكما» حال منه. ويحتمل عكسه. وحكما أبلغ من حاكم ، ولذلك لا يوصف به غير العادل.
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ) القرآن المعجز (مُفَصَّلاً) مبيّنا فيه الحلال والحرام ، والكفر والإيمان ، والشهادة لي بالصدق وعليكم بالافتراء ، وسائر الحقّ والباطل بحيث ينفي الالتباس. وفيه تنبيه على أنّ القرآن بإعجازه وتقريره مغن عن سائر الآيات.
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) يعني : التوراة والإنجيل (يَعْلَمُونَ أَنَّهُ) أنّ القرآن
__________________
(١) القصص : ٨.