(مَذْؤُماً) مذموما. من : ذأمه إذا ذمّه. (مَدْحُوراً) مطرودا (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) أطاعك واقتدى بك من بني آدم. اللام فيه لتوطئة القسم وجوابه. (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) سدّ مسدّ جواب الشرط. ومعنى «منكم» : منك ومنهم ، فغلّب المخاطب.
(وَيا آدَمُ) أي : وقلنا يا آدم (اسْكُنْ) من السكنى ، لا من السكون (أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) إنّما لم يقل : زوجتك ، لأنّ الإضافة أغنت عن ذكره ، وكان الحذف أحسن ، لما فيه من الإيجاز من غير إخلال بالمعنى (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما) أباح سبحانه لهما أن يأكلا منها أين شاءا وما شاءا (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) بالأكل (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) فتصيرا من الباخسين نفوسهم الثواب العظيم. وقد مضى تفسير هذه الآية مشروحا في سورة البقرة (١). و «تكونا» يحتمل الجزم على العطف ، والنصب على الجواب.
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ) يقال : وسوس إذا تكلّم كلاما خفيّا يكرّره. ومنه : وسوس الحليّ. وهو فعل غير متعدّ ، كـ : ولولت المرأة ، ووعوع الذئب. ورجل موسوس بكسر الواو. ولا يقال : موسوس بالفتح ، ولكن موسوس له وموسوس إليه ، وهو الّذي يلقى إليه الوسوسة. ومعنى : وسوس له ، فعل الوسوسة لأجله.
ووسوس إليه ألقاها إليه. وهي في الأصل الصوت الخفيّ ، كالهينمة (٢) للصوت الجليّ ، والخشخشة لصوت النعل. وقد سبق في البقرة كيفيّة وسوسته (٣).
(لِيُبْدِيَ لَهُما) ليظهر لهما. واللام للعاقبة ، أو للغرض على أنّه أراد أيضا
__________________
(١) راجع ج ١ : ١٢٦ ذيل الآية ٣٥.
(٢) الهينمة : الكلام أو الصوت الخفيّ. راجع الصحاح ٥ : ٢٠٦٢ ، لسان العرب ١٢ : ٦٢٣.
ولعلّ ما ذكره المفسّر «قدسسره» من سهو قلمه الشريف.
(٣) راجع ج ١ : ١٢٧ ذيل الآية ٣٦.