.................................................................................................
______________________________________________________
ومعتبرة جعفر بن ناجية على طريق الصدوق «عمن بات ليالي منى بمكة ، فقال : عليه ثلاث من الغنم يذبحهنّ» (١) وهي أيضاً صريحة في ذلك ، وجعفر بن ناجية ثقة لأنه من رجال كامل الزيارات ، وصاحب الوسائل رواها عن أبي جعفر بن ناجية وهو رجل مجهول لا وجود له في الرواة ولا في الرجال ، ولكن لا ريب أن نسخة الوسائل غلط ، وكذلك نسخة من لا يحضره الفقيه المطبوع في الهند (لكنهو) فان الموجود في الفقيه المطبوع في إيران الذي علّق عليه علي أكبر الغفاري ، والمطبوع متناً لروضة المتّقين (٢) والمطبوع في النجف الأشرف ، وكذا في الحدائق (٣) ، والوافي (٤) إنما هو جعفر بن ناجية فمن المطمأن به أنّ نسخة الوسائل وكذلك نسخة الفقيه المطبوع في الهند غلط.
وقيل بإزائها روايات تعارض الروايات الدالّة على ثبوت الشاة ، ففي خبر عبد الغفار الجازي «عن رجل خرج من منى يريد البيت قبل نصف الليل فأصبح بمكة ، قال : لا يصلح له حتى يتصدق بها صدقة أو يهريق دماً» (٥) فإنه يدل على التخيير بين الصدقة والشاة فلم تكن الشاة متعينة ، ولكن الرواية من الشواذ ولم يعمل بها أحد فيما نعلم ويمكن حملها على الصدقة فيما إذا لم يتمكن من الشاة ، لما تقدم في الكفارات أن الصدقة بدل عن الكفارة ، فيكون الحكم بالصدقة والشاة تقسيماً للحكم بحسب أفراد المكلفين باختلاف حالاتهم من التمكّن والعجز ، نظير قوله تعالى : «مُحَلِّقِينَ وَمُقَصِّرِين» (٦) يعني يثبت الحلق لجماعة ويثبت التقصير لطائفة أُخرى. مضافاً إلى أن الخبر ضعيف بالنضر بن شعيب ، فإنه مع كثرة رواياته في الكتب الأربعة لم يذكر في كتب الرجال غير أنّ البرقي عدّ النضر بن شعيب المحاربي من أصحاب الصادق (عليه السلام) (٧)
__________________
(١) الوسائل ١٤ : ٢٥٣ / أبواب العود إلى منى ب ١ ح ٦ ، الفقيه ٢ : ٢٨٦ / ١٤٠٦.
(٢) روضة المتّقين ٥ : ١٣٠.
(٣) الحدائق ١٧ : ٣٠١.
(٤) الوافي ١٤ : ١٢٥٢.
(٥) الوسائل ١٤ : ٢٥٦ / أبواب العود إلى منى ب ١ ح ١٤.
(٦) الفتح ٤٨ : ٢٧ ونصّها «مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ».
(٧) راجع معجم الرجال ٢٠ : ١٧٣.