الخلف عن عقيل
الخلف الصالح يخلّد ذكر سلفه ، فلا يزال
ذكرُه حيّاً بعمره الثاني من ذكرٍ جميل ، وثناءٍ جزيل ، وترحّمٍ متواصل ، واستغفار
له منه وممّن تعرّف به. وفي الحديث : «إنّ ابنَ آدم إذا مات انقطع عملُهُ من
الدُّنيا إلاّ من ثلاث ...». وعدّ منها الولد الصالح.
ومن أجلى الواضحات أنّ هذا التذكير
يختلف حسب تدرّج الأولاد في المآثر ، فمهما كان قسطهم منها أكثر فهم لمجد آبائهم
أخلد ، وكذلك الأسلاف ، فكُلّما كانوا في الشرف والسُّؤدد أقرب فانتشار فضلهم
بصالحي خلفهم أسرع.
إذاً فما ظنّك بمثل عقيل بن أبي طالب
ذلك الشريف المُبجّل ، وقد خلّفه (شهيد الكوفة) ووُلدُهُ الأطائب (شُهداء الطَّفِّ)
، الذين لم
يسبقهم ولا يلحقهم لاحق ، فلو لَمْ يكُنْ لعقيلٍ شيءٌ من الخطر والعظمة لتسنّم
بهؤلاء الأكارم أوجَ العُلا والرفعة :
وكمْ أبٍ قدْ علا بابنٍ ذُرَى شَرفٍ
|
|
كما عَلا برسولِ اللَّهِ عدنانُ
|
وكيف به وهو مِن أشرف عنصر في العالم
كُلّه؟!
__________________