الأصحاب
هبط موكب العظمة عراص الغاضريّات ، وهو يضمّ الفتية من آل عبد المُطّلب ، والاُباة الصفوة من الأصحاب ، فكانوا فرحين بما أتاهم المولى من فضله ، واختصّهم به من المنحة الكبرى ، حيثُ جعل أثر ميتتهم حياة للدّين ومدحرة للأضاليل ، فكانوا رضوان اللّه عليهم بما أودع اللّه تعالى فيهم من النّيات الصادقة ، لا يهابون في سبيل السّير إليه تعالى عقبة كأداء أو نبأً مُوحشاً ; من تخاذل القوم ، وتدابر النّفوس ، وتضاءل القوى ؛ لما عرفوه من أنّها موهبة لا يحظى بها إلاّ الأمثل فالأمثل ، فقابلوا الأخطار بجأش طامن وجنان ثابت ، لا تزجره أيّ هائلة ، وكُلّما اشتدّ المأزق الحرج أعقب فيهم انشراحاً وانبساطاً ، بين ابتسامة ومداعبة ، ومن فرح إلى نشاط.
وَمُذ أخَذَتْ فِي نَينَوى مِنهُمُ النَّوَى |
|
ولاَحَ بِهَا للغَدرِ بَعضُ الَعلاَئِمِ |
غَدا ضَاحِكَاً هَذَا وذَا مُتبسِّماً |
|
سُرُوراً ومَا ثَغرُ المَنُونِ بِبِاسِمِ (١) |
هازل بريرُ بن خضير عبدَ الرحمن الأنصاري ، فقال له عبد
__________________
(١) من قصيدة للشيخ صالح الكوّاز الحلّي ، وقيل : للتميمي. راجع أعيان الشيعة ٧ / ٣٧١.