عمارةُ المشهد
تمهيد :
لا شكّ في رجحان عمارة قبور الأولياء المُقرّبين ، لا سيما مَن حظي منهم بشرف المنبت النّبوي الطاهر الذي هو معدود من أكبر الفضائل ؛ لأنّه لا يزال بمجرّده مُتواصل العرى ، يحدو بصاحبه إلى أوج العظمة ، وكُلّ سببٍ ونسب مُنقطع يوم القيامة إلاّ نسبه وسببه صلىاللهعليهوآله ، فهو مُشرِّف مَن تحلَّى به في الدُّنيا والآخرة ، فكيف به إذا كان مشفوعاً بعلم وتقىً ، ومآثر ومفاخر؟!
١ ـ لأنّه من تعظيم شعائر اللّه : (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (١). ومن موارد حرماته المُعيّنة بقوله تعالى : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) (٢).
وإذا كانت البُدن من الشعائر له سبحانه : (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ) (٣). وليست البُدن إلاّ بهيمة تُنحر في مرضات اللّه سبحانه وفي سبيل طاعته ، والشعار فيها نحرها.
فلماذا لا يكون عملُ الوليِّ المُقرَّب ، الشَّهيد الصدِّيق المنحور
__________________
(١) سورة الحج / ٣٢.
(٢) سورة الحج / ٣٠.
(٣) سورة الحج / ٣٦.