صفاته
لقد كان من عطف المولى سبحانه وتعالى على وليّه المُقدّس ، سلالة الخلافة الكبرى ، سيّد الأوصياء عليهالسلام ، أنْ جمع فيه صفات الجلالة ؛ من بأس وشجاعة ، وإباء ونجدة ، وخلال الجمال ؛ من سُؤدد وكرم ، ودماثة في الخلق وعطف على الضعيف ، كُلّ ذلك من البهجة في المنظر ، ووضاءة في المُحيّا من ثغر باسم ووجه طلق ، تتموّج عليه أمواه الحسن ، ويطفح عليه رواء الجمال ، وعلى أسرّة جبهته أنوارُ الإيمان ، كما كانت تعبق من أعراقه فوائحُ المجد ، متأرّجة من طيب العنصر.
ولمّا تطابق فيه الجمالان الصوري والمعنوي ، قيل له : (قمر بني هاشم) (١) ؛ حيث كان يشوء بجماله كُلَّ جميل ، وينذُّ بطلاوة منظره كُلّ أحد حتّى كأنّه الفذّ في عالم البهاء ، والوحيد في دنياه ، كالقمر الفائق بنوره أشعة النّجوم ، وهذا هو حديث الرّواة :
كان العبّاس رجلاً وسيماً جميلاً ، يركب الفرس المُطهّم
__________________
(١) كان يُقال لعبد مناف : (قمرُ البطحاء). ولعبد اللّه والد النّبيِّ صلىاللهعليهوآله : (قمرُ الحَرَم).