افتراء
قال الصفدي : لقد بغَّض عقيلاً إلى النّاس ذكرُهُ مثالب قريش ، وما اُوتي من فضل وعلم بالنّسب ، والسّرعة في الجواب حتّى قالوا فيه الباطل ، ونسبوه إلى الحمق (١).
واختلقوا عليه أحاديث كان بعيداً عنها ، فوضعوا على لسان أمير المؤمنين عليهالسلام ما ينقص مِن قدرِهِ ، ويحطُّ من كرامته ؛ زعماً منهم أنّ في ذلك تشويهاً لأهل هذا البيت الطاهر ـ بيت أبي طالب ـ بإخراجهم عن مستوى الإنسانيّة فضلاً عن الدِّين ، بعد أنْ أعوزتهم الوقيعة في سيّد الأوصياء عليهالسلام بشيء من تلك المُفتريات ، فطفقوا يُشوّهون مقام أبيه وحامته ، ولكنْ لا ينطلي ذلك على الجيل المُنقّب حتّى كشف عن تلك النّوايا السّيئة ، وعرف الملأ افتعال الحديث وبعده عن الصواب.
قالوا في الرواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما زلتُ مظلوماً مُنذُ ولدتني اُمّي ، حتّى إنْ كان عقيلٌ لَيُصيبه رمدٌ ، فيقول : لا تَذْرونِي حتّى تَذْروا عليّاً ، فيذْرُوني وما بي رَمدٌ» (٢).
__________________
(١) نكت الهميان / ٢٠٠.
(٢) علل الشرائع ١ / ٤٥.