العقيلة
وكيف كان فالمُهم في هذا العنوان النّظر في العقيلة الكبرى التي هي أعظمهنّ قدراً ، وأجلّهنَّ شأناً ؛ فإنّها شظيّةٌ من شظايا النّبوّة ، وفلذة من أفلاذ الإمامة ، وهي الجوهرة الفريدة التي ضمّها إليه صدف القداسة (الزهراء الطاهرة عليهاالسلام) ، وأنجب بها سيّد الأوصياء.
بجِلالِ أحمدَ في مهابةِ حَيدرٍ |
|
قَدْ أنجبتْ اُمُّ الأَئمَّةِ زَينبا |
فكانت شريكة الإمامين سيّدي شباب أهل الجنّة في ذلك المُرتكض الطاهر والحجر الزاكي ، والصلب القادس واللبان السّائغ ، والتربية الإلهيّة.
أضف إلى ذلك العِلم المُتدفّق والفقه النّاجع ، وقد شهد لها ابن أخيها السجّاد عليهالسلام : «بأنّها عالمةٌ غيرُ مُعلَّمة ، وفاهمةٌ غيرُ مُفهَّمة» (١). وحسبها من الخطر إنّ ما انحنت عليه الأضالع هو ذلك العلم المُفاض عليها من ساحة القدس الإلهي ؛ لا بإرشاد مُعلّمٍ أو تلقين مرشد ، مع البلاغة في المنطق ، والبراعة في الإفاضة ، كأنّها تُفرغ عن لسان أبيها الوصي عليهالسلام :
وعَنِ الوصيِّ بلاغةٌ خُصّتْ بها |
|
أعيَتْ برونَقِها البليغَ الأخطبَا |
__________________
(١) الاحتجاج ٢ / ٣١ ، المُجدي في أنساب الطالبيين / ٤٨ ، بحار الأنوار ٤٥ / ١٦٤.